تُرى كيف ينظر المجتمع السعودي والمجتمعات الأخرى "للمرأة السعودية" والبعض يراها ويصنفها على الدوام على أنها سبب رئيسي لكل بلاء في هذا المجتمع الفاضل ظاهرياً ! وفي بعضه تحت السواهي دواهي. ومن ثم فإنني اعتقد أن الوقت قد حان لمعالجة وتصحيح "ثقافة الوصاية" على المرأة في مجتمعنا ، لأن الكثيرين اختلطت عليهم الأمور الشرعية ومفاهيم العادات والتقاليد البالية الدارجة عند فئة معينة من الناس ، فأصبحوا أوصياء عليها في حلها وترحالها ، في تعليمها وقراراتها و مستقبلها العملي وفي جميع أمور حياتها،الوصي وصاحب القرار الأول والأخير "رجل" قد يكون "فاقداً للأهلية" في بعض الأحيان أو مُعنِف أو مُستغل لها بشكل أو بآخر. وماكان هذا مفهوم الوصاية في عهد نبينا الكريم عليه الصلاة والسلام ، فقد كانت السيدة خديجة تاجرة وكان حينها يتقدم لخطبتها الرجال وكانت تفكر وتستشير وتقرر وحدها دون وصاية من أحد. والشواهد كثيرة ولايسعني ذكرها لضيق المساحة لكن لا يخفى على باحث في الشريعة الإسلامية دور المرأة آنذاك وقيمتها ومفهوم الوصاية الحقيقة التي شرعها الله لها. كان هذا قبل أكثر من 1400 عام والآن وفي عصرنا الحالي بقدر مايتمتع "الشنب" بحريته بقدر ما يضيق الخناق على المرأة وحريتها وحقها في العيش والتعايش في هذا المجتمع بسلام. فالآن أستحدثت الجامعات نظاماً جديداً أُسميه (سلم واستلم) لا يسمح للفتاة بمغادرة الجامعة قبل الساعة 12 ظهراً إلا لأسباب قهرية ، وقد تم استصدار بطاقات لخروج الطالبات من الجامعات في هذا الوقت وكأنها نوع فاخر من أنواع "المخدرات" يتم تسليمها واستلامها في وقت محدد ولجهة معلومة تفادياً لأية مُصيبة قد تجلبها تلك المسكينة بخروجها من الجامعة قبل الثانية عشرة ظهراً ! ولا أعلم في الواقع ما الفائدة المرجوة من تلك الأنظمة السقيمة وتقييد تحركات المرأة وخروجها لأي سبب غير قهري كتناول الغداء مثلاً خارج أسوار الجامعة ، فنشر ثقافة الوعي والسلوكيات الحسنة أفضل بكثير من تضييق لا يفيد بأي حالٍ من الأحوال. فلماذا الإصرار على أن تعامل الفتاة مهما بلغ عمرها ومكانتها العلمية على أساس أنها مخلوق يحمل "جينات انحرافية" من المهد إلى اللحد ! مع العلم أنه لا يصعب على من تريد السير في الطريق غير السوي أن تفعل ماتشاء وقت ماتشاء ولن تلزمها بطاقة أو غيرها أو تصحح وتقوم سلوكها إن كان غير سوي. فاعطوها الحرية مادامت راشدة وسوية وآمنوا لها وعززوا ثقتكم بها فالمرأة ليست مفسدة على هذا الكوكب الذي تعيشون عليه بكامل حريتكم ، لكن ثقافة الوصاية الخاطئة في مجتمعنا هي السبب الرئيسي لحال المرأة الذي يحكمه ويتحكم به الجهل واللاوعي في وطني. أقسم بالله "تمصخت" و ماعاد باقي غير يلزمونا نتوضأ وضوءاً كاملاً وصحيحاً ونقسم على كتاب الله وسنة نبيه أن لا نخرج من الجامعة أو من الحياة برمتها -إن أردتم- تحت أي ظرف إلا بالبطاقة الذكية! الوضع مزري وقد سئمت الحديث وهُنا تسجيل خروج مُوقع من ولي أمري قدمته لإدارة التحرير الموقرة ليبعد عني الشُبهات. كنت معكم ريهام .. سلام. rzamka@ [email protected]