نشر قبل عدة أيام خبراً في صحيفة عكاظ يفيد بأن وزارة الحج قد تكون بلا مبنى بعد خمسة أشهر من الآن. فصاحب المبنى الذي تستأجره الوزارة في موقع بالقرب من منى قد طالبهم بالإخلاء في نهاية شهر ذي القعدة المقبل بعد تلقيه عرضاً آخر لتأجيره مقابل ستة ملايين ريال في حين أن الوزارة قد استأجرته بنصف الثمن تقريباً. هذا وأن وزارة الحج قد رفعت خطاباً لوزارة المالية لحسم المشكلة وإيجاد حل بديل لها في أقرب وقت حتى تتسلم الوزارة مبناها (المُتعثر) وتباشر عملها! و مبنى الوزارة الجديد يقع على طريق جدة - مكةالمكرمة السريع وتقدر تكلفته بأكثر من 186 مليون ريال ولا يزال يعاني التعثر ! و كل هذه العثرات والتعثر في التسليم في الموعد المحدد سببه التمديد للمقاول 14 شهراً عن الموعد المُتفق عليه والمنصوص في العقد والذي كان من المفترض أن يُسلم في ربيع ثاني لكنه لم ينجز ولم ينته ، وما تبقى من المهلة الثانية سوى بضعة أيام لن يُسلم فيها المبنى كذلك لأنه لا يزال تحت الإنشاء ! والسؤال الذي يفرض نفسه هنا : ما السبب في هذا الشلل الحركي والتعثر الدائم في المشاريع رغم الملايين التي تصرف عليها ؟ ولماذا لا يُلزم ويلتزم المقاولون في تسليمها وتخليصها في الأوقات المحددة لها ؟ أو يكفوا أيديهم عن العمل بها ماداموا غير قادرين على إنجازها و إخراجها بشكل لائق بالمصروفات الهائلة التي تصرفها الدولة على مشاريعها مما سوف يساعد كثيراً في تخطي عتبات التعثر التي تصيب كل مشاريعنا التي تسير (كالسلحفاة) بدون أي حسيب أو رقيب يضع خطوطاً حمراء للمقاولين و المسؤولين عن تنفيذها ليردعهم من الإهمال و التسيب ويلزمهم أما بالالتزام و التسليم في الوقت المحدد حسب العقود المُتفق عليها بين الطرفين أو كف اليد عنها ! نتمنى أن تجد الوزارة حلاً يخرجها من هذا المأزق و تجد مبنى يستوعب عدد موظفيها الذي يبلغ عددهم 900 موظف ليستطيعوا مباشرة أعمالهم بالقرب من الشعائر المقدسة. و لأننا مع الأسف لا نستطيع منع القادمين من المسلمين لأداء فريضة الحج لأن الوزارة المعنية بشؤون الحُجاج ليس لديها مبنى حتى الآن ، و لأن (مقاولونا الأعزاء) ليس لديهم وقت ليُنهوا ويسلموا مبنى وزارة الحج ! @rzamka [email protected]