البطريرك الماروني: لا خلاص إلاّ بالحياد الإيجابي شنّ الطيران الحربي الإسرائيلي غارةً فجر أمس الأربعاء على سهل بلدة طاريا في البقاع شرق لبنان، وقصف الطيران الحربي الإسرائيلي فجرا منزلا في سهل بلدة طاريا مجاور لضفاف مجرى نهر الليطاني غرب بعلبك، دون وقوع إصابات"، حسبما أعلنت الوكالة الوطنية للإعلام اللبنانية الرسمية، وهذه المرة الأولى التي يستهدف فيها طيران الاحتلال منطقة البقاع شرق لبنان بعد سريان اتفاق وقف إطلاق النار الشهر الماضي، ودخل قرار وقف إطلاق النار في لبنان حيز التنفيذ فجر 27 نوفمبر الماضي، وتخرق إسرائيل يوميا الاتفاق منذ سريانه. هذا وقدّمت وزارة الخارجية والمغتربين اللبنانية شكوى إلى مجلس الأمن الدولي، تتضمّن احتجاجًا شديدًا على الخروقات المتكرّرة الّتي ترتكبها إسرائيل لإعلان وقف الأعمال العدائيّة، وأعلنت وزارة الخارجية والمغتربين، في بيان أنها قدّمت بواسطة بعثتها الدّائمة لدى الأمم المتّحدة في نيويورك، شكوى إلى مجلس الأمن الدولي، تتضمّن احتجاجًا شديدا على الخروقات المتكرّرة الّتي ترتكبها إسرائيل لإعلان وقف الأعمال العدائيّة والالتزامات ذات الصّلة بترتيبات الأمن المعزّزة تجاه تنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 1701 -المعروفة بترتيبات وقف إطلاق النّار-، والّتي بلغت أكثر من 816 اعتداءً برّيًّا وجوّيًّا بين 27 نوفمبر الماضي و22 ديسمبر الجاري، وأشار لبنان في الشكوى إلى أن "الخروقات الإسرائيلية من قصفٍ للقرى الحدودية اللبنانية، وتفخيخ للمنازل، وتدميرٍ للأحياء السكنية، وقطعٍ للطرقات تُقوّض مساعي التهدئة وتجنُب التصعيد العسكري، وتمثل تهديداً خطيراً للجهود الدولية الرامية إلى تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة، كما أنها تعقّد جهود لبنان في تنفيذ بنود القرار 1701، وتضع العراقيل أمام انتشار الجيش اللبناني في الجنوب". وجدّد لبنان "التزامه بالقرارات الدولية وتطبيق ترتيبات وقف الأعمال العدائية"، مؤكّداً أنه "تجاوب بشكل كامل مع الدعوات الدولية لتهدئة الوضع، وما زال يُظهر أقصى درجات ضبط النفس والتعاون في سبيل تجنب الوقوع مجدداً في جحيم الحرب." ودعا لبنان في شكواه "مجلس الأمن، لا سيما الدول الراعية لهذه الترتيبات، إلى اتخاذ موقف حازم وواضح إزاء خروقات إسرائيل، والعمل على إلزامها باحترام التزاماتها بموجب إعلان وقف الأعمال العدائية، والقرارات الدولية ذات الصلة". وطالب "بتعزيز الدعم لقوات اليونيفيل والجيش اللبناني، لضمان حماية سيادته وتوفير الظّروف الأمنيّة الّتي تُتيح له استعادة استقراره وعودة الحياة الطّبيعيّة إلى جنوبه". من جهته أكد البطريرك الماروني اللبناني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي أنه "لا خلاص للبنان إلاّ بالعودة الى ثقافة الحياد الإيجابي"، ونقلت الوكالة الوطنية للإعلام، عن الراعي قوله، إن "هذا الحياد يمكّن لبنان من القيام بدوره الفاعل كمكان لقاء وحوار بين الثقافات والأديان، ومدافع عن السلام والتفاهم في المنطقة"، وأضاف البطريرك أن "هذا الحياد يجعل من لبنان ما هو في طبيعة نظامه السياسيّ فيكون فيه جيش واحد لا جيشان، وسياسة واحدة لا سياستان، ولا يدخل في حروب ونزاعات أو أحلاف، بل يحافظ بقواه الذاتيّة على سيادة أراضيه ويدافع عنها بوجه كل معتدٍ، ولا يتدخّل في شؤون الدول"، وأكد أن "الحياد ليس مجرد موقف سياسيّ، بل هو موقف اقتصاديّ يدعم الاستقرار والمرونة الدبلوماسيّة والابتكار الإنتاجيّ والماليّ، ويؤمّن نموّ اقتصاد الدولة المحايدة". كما أعرب البطريرك عن تطلّعه ب"ثقة وتفاؤل الى التاسع من يناير المقبل، وهو اليوم المحدد لانتخاب رئيس للجمهوريّة بعد فراغ مخزٍ دام سنتين وشهرين، خلافًا للدستور".