ليلة استثنائية توجهت فيها الأبصار تجاه شاشات التلفاز ترقباً لهدفٍ طال انتظاره منذ سنين وتحقق على يد رجل لم يكن يرى المستحيل إلاَّ ممكنًا -بفضل الله- على أرضه ثم بقوة شعبه ففي الحادي عشر من ديسمبر لعام 2024 أضحت الفرحة خضراء اللون وضجت إلى عنان السماء وتعالت أهازيج الشعب بهجةً، إثر إعلان فوز المملكة العربية السعودية باستضافة مونديال كأس العالم 2034، فلم يكن الحلم ببعيد إلاَّ أن لذة عناقه ذات طابع أنيق. لسنا بحديثي عهد بالإنجازات المتتالية في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان -حفظهما الله-، فقد اعتدنا الهُتاف لنجاحاتنا ولم نعد نرضى مُقاماً إلاَّ بالصف الأمامي في حاضرنا، لنكن في مقدمة صفحات التاريخ الزاهر الذي تفخر به أجيال وأزمان. هذا الوطن العظيم الذي نسير ونحن نحمله إكليلاً من العزة على رؤوسنا من بين الأنام؛ إذ قيّض الله لنا ولياً للعهد توشح الأمانة مشلحاً له، فاستظل الشعب تحت ردائه فاعتزم بهم واحتزم أطال النظر إلى تلك الرؤية كحدة الصقر واختصر الخطى ومضى قدماً إلى تلك القمة، والشعب يهتف من خلفه: (الله ينصرك يا محمد) لم تكن مشاعر مستعارة أو هتافات شعبوية تقليدية؛ بل نبضات قلوب مخلصة لم تلبث أن أسندت ظهرها بعد فرحة غامرة قُبَيْلَ أيام بافتتاح (قطار الرياض) الذي يعتبر استراتيجة حديثة في منظومة النقل العام داخل مدينة الرياض حتى عاد أبو سلمان ليشعل قناديل الفرح من جديد بهذا الحدث العالمي لتبتسم الشفاه فخراً بهذا الوطن وتغلق أجفان الولاء إجلاًلاً لحكامنا الأكارم، ومن باب حفظ النعم وذكرها فلله الحمد على انتمائنا لثرى هذا البلد قبل سمائه، فقد تصدرنا المشهد السياسي ريادةً وإدارةً وسابقنا الدول في مجال الخدمات الرقمية والأمن السيبراني حتى أصبحت جميع الخدمات تنجز من لوح ذكي في وقت قياسي تماشياً مع برنامج جودة الحياة، اقتصادياً نتألق بين النجوم بعد توجه أنظار الاستثمار الأجنبي لنا، فلا عجب أن نهيب العالم أجمع بهذا التلاحم الأصيل الذي لا ينفك له وثاق بين قيادة وشعب. ما أعظم جميلك علينا يا وطني. ففيك يتعاضد الشعب بالقلوب قبل الأجساد درعاً حصيناً ضد كل من يسعى بسوء تجاه أمننا الوطني وقادتنا الأشاوس، فنحن الجنود قبل أن نكون مواطنين. ونقول للعالم: نحن نفعل، ثم نُبهر المجرة بالشروق.