منذ فترة ليست بالقصيرة كانت الخادمات "الشغالات" يشكلن قناعة شبه تامة لدى أغلب الأسر - أياً كان حجمها - الميسورة وغير الميسورة العمود الفقري لغسل الأواني المنزلية، وتنظيف المسكن، وغسل وكي الملابس، ورعاية الأطفال صغيري السن أو القصر، وهناك بعض الأسر الذين لا مانع لديهم في قيام الخادمة أيضاً بالطبخ، وإعداد سفرة الطعام بالكامل. ومع الوقت أصبحت الخادمات يشكلن عبئاً على الأسر بعد اكتشافها لمخاطرهن سواء بالصدفة أو عن طريق المراقبة والمتابعة الدقيقة، ففي دراسة اجتماعية حديثة كشفت أن (67%) من النساء السعوديات لا يرغبن في استقدام خادمات، وأن معظم اللاتي يقمن باستقدام الخادمات من الخارج يفعلن ذلك من أجل التقليد والمحاكاة !! وبررت تقلص نسبة الرغبات في الاستقدام باختلاف العقيدة وسوء تربية الخادمات للأطفال، والخوف على الأبناء ذكوراً وإناثاً بسبب الجرائم التي ترتكب بين الحين والآخر في حق أطفال البيت أثناء انشغال آبائهم وأمهاتهم عنهم. واشارت الدراسة إلى أن من أهم أسباب رفض ربات البيوت للخادمة المشكلات التربوية والنفسية وانعكاساتها على الأبناء، وبلغة الأرقام: بنسبة (69.8%) في الدراسة الأولى و (65.13%) في الدراسة الثانية. وزادت نسبة اختلاف الدين من (35.8%) في الدراسة الأولى إلى (55.1%) في الدراسة الثانية. كما زادت نسبة استحالة أن تكون الخادمة في منزلة الأم بالنسبة للأطفال من (34%) في الدراسة الأولى إلى (44.9%) في الدراسة الثانية، وهذه الزيادة في المتغيرات مؤشر ايجابي على بوادر تغير جوهري في اتجاهات المرأة نحو السلبيات والمشكلات المرتبطة باستخدام الخادمة في الأسرة. وتتمثل أهم المشكلات التربوية الناتجة عن وجود الخادمة الأجنبية في الأسرة التأثير على الدين والعقيدة بنسبة (56.9%) في الدراسة الأولى ونقص إلى (36.2%) في الدراسة الثانية يليه التأثير على العادات والأعراف والتقاليد، ويمثل نسبة (43.1%) في الدراسة الأولى، وزاد إلى (46.3%) في الدراسة الثانية.ثم يأتي تأثير التربية في سلوك الطفل، ويمثل (31.4%) في الدراسة الأولى ونسبة (37.7%) في الدراسة الثانية. وأخيراً التأثير في الآداب والأخلاق بنسبة (25.5%) في الدراسة الأولى و (24.6%) في الدراسة الثانية. هل حان الوقت لكي تستغني الأسر التي تستقدم الخادمات من الخارج من أجل التقليد والمحاكاة، واستبدال الخادمات الأجنبيات بالوطنيات للحد من مخاطر الأجنبيات غير العربيات ؟!