الجمال حينما يطلق على المرأة فإن المقصود به صفة تجمع ميزات جسدية ونفسية وعقلية تتسم بها. وهو أمر معياري شخصي قد يتأثر بالثقافة وبالقيم المرتبطة بها، فالشخص الجميل لدى شخص معين من الممكن أن يكون عاديا جدا أو ربما قبيحا عند غيره؛ وهذا أمر متوقع وغالبا ما أنتج هذا لدينا قصصا مأساوية خصوصا حينما تخطب الأم لولدها فتاة تراها جميلة فيكتشف ولدها بعد فوات الأوان أنها ليست حتى متوسطة الجمال بل قبيحة. جمال المرأة ماهو إلا نتاج اهتمامها بجوهرها ومظهرها على حد ٍ سواء، ولأن المظهر شيء أساسي والاهتمام به من دواعي زيادة ثقة المرأة بنفسها وإحساسها بأنوثتها وبرؤيتها للمجتمع والمحيطين بصورة أفضل نظرا لانعكاس ارتياحها من شكلها فجمال المرأة ثلاثة؛ جمال لا يراه إلاّ قلب الرجل، وجمال تراه العيون ولا تشعر به القلوب، وجمال ينقص ويزيد وفقاً لاهتمام المرأة بزينتهاعلى نفسيتها. المرأة الجميلة هي مطلب وأمنية كل رجل، وقد خلق الله المرأة مخلوقا جميلا يصعب مقاومة سحره وخاصة من طرف الرجال، ومهما تظاهر بعضهم بأن الجمال صفة غير ذات قيمة كبيرة بالنسبة لهم في المرأة فإننا كثيرا ما نرى أصحاب تلك الآراء يلاحقون الفتيات الجميلات بأعينهم بطريقة تعكس تناقض آرائهم التي يتفوهون بها مع حقيقتهم التي يخفونها، ولأن المرأة الجميلة تكون محط الأنظار دائما تسلط عليها الأضواء بكمية أكبر من غيرها،وقد تختلف في الشخص الواحد مع مرور الزمن، وقد تكون شكلية وتصبح خُلقية أو دينية أو روحية نتيجة للخبرة الشخصية، بالإضافة إلى أنّ الرجل قد يبحث في المرأة بطريقة لا شعورية عما يحتاجه كنوع من التعويض حين يشعر بأنّها تملك ما هو مكمّل له، وغالباً ما يقيس الرجل جمال المرأة سواء كان شكلياً، أو أخلاقياً، أو دينياً، أو قبلياً، وفقاً لحاجاته النفسية وقيمه الدينية ونظامه المعرفي، فإن صلحت صلح الاختيار والعكس صحيح. في كثير من الاحيان يتحول جمال المرأة وجاذبيتها من نعمة وميزة تمتلكها الى نقمة تحول حياتها الى جحيم ،فنجد الرجل الذي يصر على الارتباط بفتاة جميلة من شدة حبه واعجابه بجمالها يتحول هذا الحب الى غيرة شديده تقف عائقا في مواصلة حياتها العادية سواء في عملها او متابعة دراستها او الخروج مع اخوتها، وقد حملت لنا المحاكم قضايا طلاق كثيرة حدثت بسبب الغيرة الشديدة على الزوجة الجميلة، ونتيجة عدم احتمال الزوج تبعات جمال زوجته، وإرهاق أعصابه التي لا تهدأ حيث يفكر في كل لحظة في وسائل أكثر فاعلية من سابقاتها لمداراة عيون الرجال عنها، وفي المقابل نجد عدم احتمال الزوجة لدفع ضريبة جمالها الباهظة الثمن من حريتها وراحتها، ما يدفعها إلى الملل من قائمة الممنوعات المفروضة عليها، وكأنها قد أذنبت حين جاءت إلى الدنيا جميلة.