يوماً بعد يوم يتأكد أن ما يخافه الغرب مما يسميه (خطر الإسلام) هو الناتج الخارج من عباءة الثورات، سواء بأغلبية أو توافق. لكن : أي (إسلام).؟. الشعوب العربية متدينةٌ بطبعها. لم تفلح خطط (التغريب) في فصمها. بل خلقت جواً من الخصام و الجدل بين ما يصلح و ما لا يصلح عمّقَ تأثير الدعاة في وجدان الناس. فالبديل كان هزيلاً صادماً لم يقنع حتى مروّجيه الذين اتخذوه صناعةً لمكانة سياسية أو اجتماعية.ولم يجد الغرب والشرق، المتوثّبُ لثروات المنطقة، بديلاً إلا ركوب (موجة الاسلام). فهي زخم الشارع الذي يخلط بهديره في جمعة كلَّ الأوراق ويستنزف الحكام والعالم (سوريا مثلاً). راجعت الدولُ العظمى إرشيفات تعاملها في الخمسينات والستينات دراسةً لجذور (الإسلام الحركي) الذي انتزع - بتنظيمه - ثورةَ جماهيرٍ أَيقظَتها مشاعر جياشة بسلاحِ حناجر ملتهبة بلا رؤوس و لا برامج لأنها لم تخطط لما حدث. فوجدوا (الإخوان) هم من انتزع البوصلة لصالحه بتنسيقه كأقدم تنظيم خرج من عباءته لاحقاً من تَسمّوا بأسماء عديدة (النهضة-الإصلاح-الإنقاذ-الجهاد-السلفية...إلخ حتى القاعدة). كان السودان أولَ من حكمه (الإخوان) عبر (نظام البشير)، فصار مصدر سلاح ثوار طرابلس. وغداً ستقوم الأنظمةُ القادمةُ لدول الثورات بتنسيق فريد مميز لحماية بعضها وخدمة رسالتها. لا بد لها مرحلياً الآن أن (تُمجّد) علمانية حزب العدالة التركي وتصنّفها نموذجاً باعتبارها مقبولةً للغرب..حتى الوصول للحكم. عندها لكل حادث حديث. صفقةُ الغرب دوماً هي صيغةُ (تَفَهّمٍ و تَفاهُم) مع الحاكم فرداً أو حزباً..نوصلك..تخدم مصالحنا..نراقب مصالحك..فَأَسكِتْ شعبك حتى تستمر. twitter: @mmshibani