فوّض (الإخوان المسلمون) راشد الغنوشي الحديثَ باسمهم مع الغرب لفوز تيارات الاسلام في تونس و مصر و المغرب. تُعضّده في ذلك خلفيةُ منفاه البريطاني والتزامُه الفكري بالمنهج (الإخواني) و نجاح المرحلة الانتقالية بتونس. فَجالَ من قطر إلى أمريكا لحواراتٍ كانت أبرزها بالمعاهد الامريكية المؤيدة لإسرائيل. و حوَتْ جميعها مفاجآتٍ سياسية و دينية غير متوقعة : • سياسياً: صمَتَ لدى سؤاله عن وصفه أمريكا في 1989م (بالشيطان الأكبر) و سكت عن تأييده غزوَ صدام للكويت. ثم (طَمأَنَ الغربَ أن (الإخوان) لن "يؤذوا" إسرائيل..و ليس في دستورنا ما يحظر علاقاتٍ معها). بينما زَمجَر و أرعد حيال الخليج، و تحديداً السعودية مهدداً (بانقلاب إذا لم تُعد السلطة للشعب).!.كنا نظن الغرب يخاف على مصالحه بالخليج كما ينتصر لربيبته إسرائيل. فكيف يُطمئنهم و يُخيفُهم في آنٍ واحد.؟.ثم ما الداعي لاستفزاز الرياض واستدراجها لمعركة لم يوضح مراميها و المستفيد منها..إن كان الإسلام فهي خادمةُ حرميْهِ و الأولى تحالفُه معها أو مهادنتُها على الأقل. • دينياً: قال عن الرِدةِ (الناس أحرار أن يغيّروا دينهم) و (لا نيةَ لفرض الإسلام على الشعب)، وأضاف (إسلامُنا إسلامٌ معتدل). ثم ختم بالأخطر قائلاً :(نبحث في القرآن عن أهدافِ الإسلام لا عن تفاصيلِ آياتٍ معينة). كمفكّرٍ متمكّنٍ من علومِ الدين و اللغة ينتقي الغنوشي عباراته بعنايةٍ دينياً و سياسياً. لكنه وضَعنا في حيرةٍ ، بأيِ وجدانٍ سيتعامل معه السعوديون، شعباً لا حكومةً.؟.هل (كإخوان) أم (كمسلمين).؟.أمْ لا هذا و لا ذاك.؟. أفتونا.. أيها (الإخوانُ المسلمون). Twitter: @mmshibani