مُعضلة السياسة السعودية عدم فهم الغالبية لحقائقها فيصنفونها على هواهم أو يقيسونها بمعايير نشاط الآخرين في الأحداث. السبب تفادي قيادتها المشاركة في (الضوضاء السياسية). تعمل بصمت. وتدع للآخرين فضائياتهم ومنابر إعلامهم. عندما اشتعلت ساحات اليمن كانت الرياض أكثر حضوراً فيها من حكومة (صالح) ومعارضيه. ليس علناً. فاليمن أعقد الثورات (30 مليون قطعة سلاح - غياب لسلطة الدولة - قبلية متشابكة ومتشنجة- شباب متوثب للمستقبل .. إلخ). ألقت مبادرة سعودية أسمتها (المبادرة الخليجية) تعزيزاً لمكانة مجلس التعاون، ولئلاّ يرميها المناوئون بالانفراد بالمعالجة. والكل يعرف، من غير السعودية يستطيع ذلك خاصة بانسحاب قطر منها! أصبحت المبادرة الخليجية صمام أمان تطلبه المعارضة والأمم المتحدة وكل الأطياف. وبتوقيعها في الرياض تكون القيادة السعودية قد صانت شعب اليمن بإخراج (صالح)، وأرضت المعارضة الموقِّعة عن الثوار، وحفظت للحزب الحاكم ما يصون الدولة من الانهيار ويحفظ للشعب وحدته.. تلك كانت أهداف الرياض، وليست المحافظة على (صالح) كما اتُهمت.. احتاجت أشهراً لترتيب الأوضاع مع كل الأطراف لترضي الجميع وإثبات أنها تقف بمسافة واحدة منهم دون أن تُظهر إعلامياً أن لها يداً في الموضوع. المهم النتيجة السعيدة للجميع .. وكل شيخٍ وله طريقة. Twitter: @mmshibani