عيَّن الغربُ تركيا ( خليفةً ) على العرب، حكوماتٍ و شعوباً. هذه حقيقة الحِقبة القادمة. فَرضَت التعيينَ ثوراتُ شمال أفريقيا، و ما تحت رماد غيرها من وميضٍ قد ينفجر في أية لحظة. مُقوِّماتُ قيادة تركيا، هي ذاتُها مَثالبُ قياداتِ العرب و سيِّئاتُها. فتجربتها إسلامٌ معتدل لِيكون بديلاً للاتجاهات الحركية الدينية، بينما صرفت حكومات العرب عِقدها الماضي لِفَرضِ خططٍ تَغْريبيةٍ بِوَهْمِ أنها ( الاعتدال )، فَخَلَقَتْ نِقْمةً مضادة. أردوغان يُجاهِر ( اعتداداً ) بالإسلام، فتَهفو له الشعوب. و حكوماتُنا ( تَتَوارى خجلاً ) من دينها ظانّةً أنها ( سياسة و حنكة ). تركيا أسرع نمو اقتصادي في العالم بعد الصين .. غريب .. مع أنها ليست بترولية ! أي أنها (تعمل) و غيرها ( يُنظِّر ). حكومة أنقره تُحسن سياسة ( المناورة ) مع الغرب، و العرب يُفَضِّلون ( التسليم و الاستسلام ). هي ( تُعطي و تأخذ )، و نحن (نُعطي) بلا مقابل. تركيا تقول لإسرائيل (لا) فتحسب لها ألف حساب. و الغربُ يحتاج من يقولها الآن لتخفيف غُلواء تل أبيب و امتصاص نِقمةِ الشارع العربي و لأن قادةَ الغرب لا يستطيعون قولها لأسبابٍ انتخابية. و العرب أذلُّ من قولِها، بعد أن استلَّ (مبارك) منهم حتى سيوف الكلام و قَلَع أنياباً كانوا ( يكشّون ) بها للتخويف. لذا لم يَستَاء الغربُ من أُفولِ عسكر العلمانية. فَمحنَّكو الإسلام قادرون على التعامل بمهارة و تبادل المصالح. تركيا هي (الديمقراطية-حكم القانون-كرامة الانسان)، و نحن عكسها. قيادتُها اليوم (بلا فساد)، و العربَ فَصيلةُ دمِهِم اسمُها (فساد بلَسْ). سلّمت أمريكا العراق لإيران، و اكتشفت متأخرةً خطأها. و اليوم تسلّم العربَ لتركيا. لعل أردوغان يُصلح منهم ما أفسده العطّار .. لا الدهر. email: [email protected]