سؤال صعب جداً لو طرح على أي منا، فقد نستاء من السائل وقد نتجاهله ولا ندير وجوهنا إليه لسخافة السؤال وعدم مناسبته، فما بالكم إذا سؤل هذا السؤال شخص فوق الستين من العمر، وليس هذا فحسب بل كيف تجدون أثر هذا السؤال عليه نفسيا إذا طلب منه إثبات انه لم يمت وإنه لا يزال حي يرزق وعلى قيد الحياة، وعليه أن يحضر شاهدين لإثبات ذلك. للأسف الشديد فهذا السؤال وفي نهاية كل سنة تقوم التأمينات الاجتماعية، ومصلحة معاشات التقاعد، ومصلحة الضمان الاجتماعي بإرساله لكل مستحقي الرواتب التقاعدية والمكافاءت وعليهم إثبات أنهم لا يزالوا على قيد الحياة وتعبئة النموذج المرفق وتوقيعه من شاهدين عدلين.وهذا التصرف المشين وللأسف يسيء لتلك الفئة ويشعرهم إنهم يتمنوا موته لينقطع صرف معاشاتهم التقاعدية، علما أنهم لا يعطوه صدقة وإنما هي حقوقه وعائداته التقاعدية التي دفعا من قبل أثناء ممارسته لعملة وطيلة أيام عطائه وشبابه. والأغرب من ذلك أنه بإمكان تلك الدوائر معرفة تلك المعلومة من التفاهم مع وزارة الداخلية ممثلة في الأحوال المدنية أو وزارة الصحة بإبلاغهم بكل شهادات الوفاة لكل مواطن ومقيم، وبذلك يمكنهم شطب من يتوفى منهم دون إحراجه ودون التسبب لهم بأضرار نفسية، والتعامل بإنسانية. فنحن ولله الحمد نعيش في مملكة الإنسانية، ومع وجود تقنيات الحاسب الآلي أصبح من السهولة بمكان الحصول على تلك المعلومات دون عناء. ودون تعريض تلك الفئة من المواطنين الكرام والتي بلغت من العمر ما بلغت واستحقت التكريم والتقدير لما قدموه من خدمات واحتراما لسنهم.