** كنت وانا ذاهب لهذا (المستشفى) الذي يحل فيه عزيزي القريب وانا خارج من منزلي سمعت ضجيجاً وصراخاً وتهديداً يبلغ عنان السماء بين جارين (محترمين) لا اعرفهما للاسف الا من الاسم الاول.. محمد وعبدالله.. وهذا ال (محمد) صلى الله وسلم على صاحب هذا الاسم الذي يجب علينا كخلق من خلق الله ان نحترمه ونقدره ونتبع ما امر به ونبتعد عمَّا نهى عنه. ** اقول هذان الشخصان.. لم يكن خلافهما فظيعاً ولا يدعو لأن يقول أحدهما للآخر لولا ان عندي اطفال ومسؤوليات لحرقتك وحرقت سيارتك ويقول الجار الآخر: ان كنت شاطرا ولك قيمة معنوية افعلها.. لترى ما يحصل لك يا.. يا.. اقولها والا بلاااش..!! والمشكلة (العوّد) كما يقولها اخواننا اهل الخليج.. ان احدهما أوقف سيارته.. في مكان غير مملوك لأحد.. فهو حق مشاع وملك يملكه كل من يسكن في هذا المنزل او ذاك.. ** لكن احدهم - سامحه الله - استصغر شأن هذا (المخلوق) وظنه كمية مهملة .. وعندما دخلت سمعت ورأيت نفوساً مطمئنة وكلمات رقيقة ودعاء من الاعماق ان يشفي الله كل المرضى.. كلهم لا فرق بين ابيض واسود.. ولا فرق بين انسان وآخر.. بين مواطن ووافد.. بين غني وفقير.. بين من يلبس (غترة) أو شماغا منشاءة وعقال.. يقف كالصقر على بعض الرؤوس او من يلبس بنطالاً ممزقاً وقميصاً ملوناً وشعراً متهدلاً!! ** فكلهم - كلهم - خلق.. خلقهم الله.. وشاء الله ان يكون احدهم غنيا وربما مستور الحال كما يقولون.. والآخر ضعيفاً مكسور الجناح والحال.. يمشي متلفتاً خائفاً وجلاً.. محتاراً.. يطلب من الله الرزق من الحلال وستر الحال.. كي لا يعود الى منزله ويجد من يقول له.. جوعان يا ابي.. ** يا ايها الناس.. يا أيها الاصحاء.. يا ايها الممتلئة جيوبهم بالريالات والدولارات.. احمدوا الله حمداً كثيراً واطلبوا من الله ان يديم على الجميع الامن والامان وراحة النفس.. وتذكروا انكم في خير وعلى خير بفضل الله وفضل من فكر وسهر واتقى الله من أجل ان تكون حياتكم آمنة مطمئنة دون كبرياء وغرور. ** وتذكروا انكم أنتم الذين يقتدى بهم وينظر الى اقوالهم وأفعالهم ونواياهم.. بتعجب وانبهار وربما حسد - لا بأس -. ** فكونوا خير مثال.. لان نبي الانسانية خلقه الله وكلفه وهداه الى ان يكون هو محل الامل والرجاء والهدى والرشاد. ** فهل تسمعون وهل تقرؤون.. وهل يعترف البعض بأن مسؤوليتكم كبيرة ولا حدود لها.. (ربنا لا تزع قلوبنا، واهدنا لاتباع الطريق الذي أرشدنا لاتباعه من ارسلته رحمة للعالمين). ** يا أمان الخائفين وحسبنا الله ونعم الوكيل. جدة: ص. ب (16225).