.. وانا مارٌّ في طريقي الى منزلي سمعت احد الجيران وهو يوغر صدور ابنائه وعددهم 3 وسنهم بين ال 15 او 12 و10 من اعمارهم وهو يقول لهم وبصوت غليظ وعيون محمرة "لا تسكتوا لهم ولا تهتموا بهم .. فهم غرباء" دخلاء علينا ابتلينا بهم وحذار من الالتصاق معهم أو مخالطتهم أو تعتبرونهم أناساً يستحقون الالتفات لهم أو الصداقة معهم. قلت له وبحسن نية .. لماذا يا أخي؟ .. هؤلاء من ابناء الاسلام وجيران ورسولنا صلى الله عليه وسلم وصى على سابع جار، وهؤلاء اطفال واظنهم يدرسون ويتلقون بالمدارس التي انشأتها هذه الدولة الرشيدة معنى الحب والصدق ووفاء الحياة، لكن المذكور نهرني قائلا: امش في طريقك، وأردف: انت فضولي لا تدري ماذا تقول؟ .. قلت: أظنني أعرف ماذا أقول .. لكنك يا عزيزي . انت لا تعرف ماذا تقول؟ وهل قلت قولاً حسناً وأردفت صادقاً. .. انت توغر وتؤجج صدور الاطفال البريئين بالكراهية والبغضاء والتفرقة بين الاخوة الاسلامية. توقف عن الحديث ..لكني كنت غير مصدق قائلاً لعله يشتغل سائقا او فراشا اما ان يكون موجها تربويا فأي توجيه سيوجهه هذا المحترم وأي تربية ستكون وتشاد وترتفع اعلامها؟ لن تصدقني اذا قلت لك ان هذا الجار يمتهن وظيفة محترمة يقال انه موجه تربوي، وأين؟ في المدرسة الثانوية. وقتها توقفت عن الحديث لكنني غير مصدق قائلا لعله يشتغل بوظيفة اخرى غير تربوية. التوجيه التربوي ..والاخلاق الحميدة والتعامل مع خلق الله هي أقوال حسنة وتصرفات اخلاقية ومساواة انسانية. فليس بإشعال نار الفتنة وتأجيج الصدور البريئة والقابلة للفهم والمعرفة والرشاد "كلكم لآدم وآدم من تراب" والناس سواسية كأسنان المشط .. "لا فضل لعربي على عجمي الا بالتقوى" والاخلاق الحميدة والتعامل البشري حذو القذة بالقذة. اما ان يكون هذا السلوك الجاف والطبع المنحرف والادعاء الرخيص والبعد عن العنصرية "المقيتة" يمارسه فعلا وعملاً من نطلق عليهم "اساتذة ومشايخ وموجهون تربويون"!! فتلك المعاني حتما ستنهار وتتلاشى لأنها ضد الحياة القويمة والمعاني السامية والاخلاق الحميدة التي امرنا بها خالق الحياة جل شأن ونبي الحياة "صلى الله عليه وسلم". "ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب" وهب لنا هدى وصدقًا ويقينًا. يا أمان الخائفين وحسبنا الله ونعم الوكيل. جدة : ص.ب 16225