عفوكم يا قرائي الاعزاء فليس هذا العنوان من بنات فكري ولا من خواطر نفسي وانما سمعته ذات صباح من اعز الناس لدي إنها أمي رحمها الله وأنا خارج من المنزل وأنا آنذاك بين ال 25 و30 من عمري وقتها وتلقائياً رفعت يدي بالتحية كأي عسكري منضبط للعزيز الغالي أبي رحمه الله وغفر له.ذلك لأنني مصاب بحساسية الاحتقار لكل نفس متكبرة لكل استعلاء رخيص لكل اداء اجوف لكل "الطبول" الممتلئة هواء من جنس هذا البشر.ولأنني "سامحوني" لست مستعداً لأن احترم من لايحترم الناس . ولا يقدر شعورهم واحساسهم مهما كبر شأنه وعظم مركزه ولأن التكبر ياسادة دليل على الخواء النفسي وعلى الهمجية العقلية مهما حمل صاحبه من شهادات حقيقية أم مزورة ومهما كان رصيده من المال قليلا أو كثيراً فهو حتما سيتركه وسيحاسب عليه وسيقال له ياهذا من أين ، وكيف؟ فيا أيها الأنسان يا ابن آدم وحواء أرجوك الا تتكبر ذلك لأن التكبر ميزة امتاز بها الشيطان والشيطان يكاتفهم فهو عدو شرس للإنسان الذي خلقه الله كي يكون ساجداً قانتاً متبعاً بما جاء به سيد البشر "محمد" صلى الله عليه وسلم.ثم ما الداعي لهذا التكبر؟ وعلام هذه العجرفة؟ وفيم هذا الانتفاخ المتبعج فوق التراب؟ .أجل "خفف الوطء ما أظن أديم الارض الا من هذه الاجساد" وهذا شيخ الإسلام ابن تيمية يقول : " من استكبر على الحق أو ادعى ما ليس له من المراتب".أو أشرك بالله وتعلق بطيره "ابتلى بالذل والهوان والخوف من المخلوقين" فتراه مفتقراً إلى القمة خائفاً من كلمة " سنلقى في قلوب الذين كفروا الرعب بما أشركوا بالله ". أتراك يا أيها المتكبر المستهزئ بخلق الله ومهما بلغت شأواً رفيعاً في المركز والجاه حسناً وحيهلا. أتراك بلغت من العلم مالم يبلغه زملاؤك وقرناؤك رائع ذلك العلم وهذا التقدم ولكن يا إنسان ألا تعلم أن العلم سمو في الروح وشمائل في الاخلاق وتطلع للمحتوى الانساني الرفيع.ولم يكن العلم في أي وقت الا تقديم القدوة الحسنة والمنهج المستقيم أم أن المال الذي ملأ جعلك تنظر للناس من حولك وكأنهم مسخرون لك وبالتالي يجب أن يقدموا لك الاحترام والخضوع والانقياد.دون ان يخطر لهم ببال أن تبادلهم شيئا من هذا الاحترام ولو بكلمة طيّبة تزرع من خلالها الوفاء والحب والتآخي الانساني أن كنت اعتقدت ذلك فدعني اصارحك بأنك مخطئ فالمال هو وديعة الله بين يديك لتعمر به الكون لا تخربه والأخلاق "المتكبرة" هي من الاعمال الهدامة التي لا تعمر بل تزيده تخريباً وهدماً.وفضلاً ردد معي إن شئت قول لبيد بن ربيعة: "الا كل شيء ماخلا الله باطل وكل نعيم لا محال زائل" فعسى أن ترعوي وتتذكر "إنك ميت وإنهم ميتون" فقدم الخير تلق خيراً. يا أمان الخائفين وحسبنا الله ونعم الوكيل. جدة - ص.ب 16225