أجل الحياة هذه التي نحياها تحتاج منا كخلق من خلق الله أن نتحرك بكل كيفية وطباع شتى, ومحاولات عدة,فالرجل الذي يسهر مساءً مع القنوات المختلفة والأصدقاء الكثر, وفي آخر المساء يعود إلى مسكنه منهكاً خالي الوفاض, ثم يخلد في نوم عميق متثائبا أولا وكسلانا حتى التخمة وبعدئذ وقبلئذ يتمنى على الله الأماني وعلى من بيده الحل كي يحتل مركزاً عالياً مرموقاً, إلا أنه لم يوفق أو لم تتح له الفرص, لأن الأمور لم تفتح له ذراعيها ولم تستوعبه ولم تضحك له, رغم حرصه وأمانيه على أن يكون عضواً فاعلاً تعود عليه وعلى من حوله بالسعادة والهناء.ذلك لأن الحياة اسست بل وقامت على الكفاح المضني والعمل الشاق والسعي الدؤوب. ونحن نشاهد في داخل المدن الكبيرة شباباً مفتولي الأيدي أقوياء العضلات لكن هممهم متقاعسة, نظراتهم مائلة يميناً وشمالاً, وهمهم الوحيد أن يكونوا رؤساء لهم صولة وجولة, وإلا فلا,وهذا لن يكون إلا بالعمل, والعمل يطلب من الجميع أن يكون عاملاً نشطاً صاحب قدرات بانية وروح زكية فاعلة, وهمم قوية فيها من العدالة الواعية والجهد الباني والتطلعات المتواضعة بل والمنصفة التي تعمل بأن يكون الإنسان (العامل) محل النظر والجهد الدؤوب التي لا تفرق بين أبيض وأسود.أجل العمل والعمل والعمل هو الحكم المفصلي الذي تشرق عليه الحياة المعاشة التي تكون ابتسامتها الراقية إلا بالصبر أولاً, وبالعمل الدؤوب, وبالتواضع بأن يكون الإنسان السوي هو الذي يمشي على قارعة الحياة الكبيرة المملوءة بالخيرات كي تبتسم له عالية مشرقة وقديماً قيل كل إنسان مخلوق ميسر لما خلق له. حكمة للفهم اجتمع قس بن ساعدة واكثم بن صيفي فقال أحدهما لصاحبه: كم وجدت في ابن آدم من العيب؟ قال: هي أكثر من أن تُحصى، وقد وجدت خصلة إذا استعملها الإنسان سترت عيوبه. وقال وما هي؟ قال: حفظ اللسان. همسة وبما أن يدي اليمنى تعبانة حتى الألم, سأضع قلمي في غمده حتى يجد فرصة إن شاء الله, إن شاء الله مرة أخرى. يا أمان الخائفين وحسبنا الله ونعم الوكيل. جدة ص ب : 16225 ت: 6318504