كم راودتني نفسي أن اكتب في هذا الشأن الذي اختلط مفهومة عند البعض واعتقد جازما بان الكثرة التي تتبع الجنازة فيها دلائل الخيرة للميت بشكل مطلق والبعض نفى الدلالة . وبطبيعة الحال اخُذ هذا المفهوم من مقولة " بيننا وبينهم الجنائز " وتعددت الآراء في قائلها فبعضهم من قال أن الإمام احمد رحمه الله تعالى قالها لمخالفيه وردد هذه المقولة أصحابه وفي جنازته . وبعضهم قائل أول قائلها حين موت الإمام احمد رحمه الله تعالى رجل من أتباعه . ولكنها شئنا أم أبينا باتت مثلا يضرب ومقياسا بشري يزن به قبول الميت عند الله تعالى وهو مقياس غير مؤكد مبني على التفاؤل وظني يغلب عليه الخيري . ولي في ما سوف أقول أدلتي الشرعية وإن كانت فعلا الكثرة من تابعين الجنازة والماشين فيها لا تكفي ولا تدلل على الخيرية لمجرد وجودها فقط وأيضا القلة لا تعني عدم القبول وسوء حال الميت وإذا ما رجعنا إلى حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم المروي عن أنس أبن مالك وهو في الصحيحين وغيرهما وهذا نصه ( مر بجنازة فأثني عليها خيرا فقال نبي الله صلى الله عليه وسلم " وجبت وجبت وجبت " ومر بجنازة فأثني عليها شرا فقال نبي الله صلى الله عليه وسلم " وجبت وجبت وجبت " قال عمر ، فدى لك أبي وأمي مر بجنازة فأثني عليها خيرا فقلت " وجبت وجبت وجبت " ومر بجنازة فأثني عليها شرا فقلت " وجبت وجبت وجبت " ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم من أثنيتم عليه خيرا وجبت له الجنة ومن أثنيتم عليه شرا وجبت له النار أنتم شهداء الله في الأرض أنتم شهداء الله في الأرض أنتم شهداء الله في الأرض ) فعليه نجد أن الكثرة مع حسن الشهادة هي المعنية في المقولة ويهيأ لي أن القائل هذا ما عناه والعيب في من اخذ بها دون تفصيل لها وانزلها على كل كثرة وهذا للأسف الشائع علما بان القلة مع حسن الشهادة أفضل من الكثرة بدونها وتنقلب الكثرة إلى سوء نعوذ بالله تعالى إذا كانت كثرة مع شهادة السوء حتى ولو كانت مخفية في الصدور لان الله مطلع على ما نجهر به وما نخفي في النفوس والكثرة مثلها مثل طول العمر وحده لا يكفي لزيادة الأجر دون عمل صالح ويكون وبالا مع سوء العمل لحديث الحبيب صلى الله عليه وسلم المروي عن الحسن عن أبي بكرة الوارد في مستدرك الحاكم وفي الترمذي وفي الدارمي وأحمد ( أن رجلا قال يا رسول الله أي الناس خير ؟ قال من طال عمره وحسن عمله قال فأي الناس شر ؟ قال من طال عمره ساء عمله ) والكثرة في الجنائز كما أسلفنا حسنة إذا كانت الشهادة للميت لا عليه وبهذا يتضح أن بعض الأمور تتعلق بمرادفها الذي لا ينفك عنها وبهما معا تكون الدلالة . وما اتكالي إلا على الله ولا أطلب أجرا من أحد سواه ص , ب 11750 جدة 21463 فاكس 6286871