فضل الله واسع عظيم على عباده المسلمين، رحماته تتنزل عليهم وإحسان يغمرهم في حياتهم وعند مماتهم. وتأمل أخي الحبيب البشائر لكل مسلم برحمة الله وإحسانه فطريق الجنة سهل ميسر لمن يسره الله عليه، عن أبي سعيد الخدري: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال «يا أبا سعيد من رضي بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد نبيا وجبت له الجنة» فعجب لها أبو سعيد فقال أعدها علي يا رسول الله ففعل. رواه مسلم. ومن البشائر بشارة لا يحصي له المسلم شكرا، روى الشيخان واللفظ لمسلم عن علي قال: كنا في جنازة في بقيع الغرقد فأتانا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقعد وقعدنا حوله ومعه مخصرة فنكس فجعل ينكت بمخصرته ثم قال ما منكم من أحد ما من نفس منفوسة إلا وقد كتب الله مكانها من الجنة والنار وإلا وقد كتبت شقية أو سعيدة قال فقال رجل يا رسول الله أفلا نمكث على كتابنا وندع العمل؟ فقال من كان من أهل السعادة فسيصير إلى عمل أهل السعادة ومن كان من أهل الشقاوة فسيصير إلى عمل أهل الشقاوة فقال اعملوا فكل ميسر أما أهل السعادة فييسرون لعمل أهل السعادة وأما أهل الشقاوة فييسرون لعمل أهل الشقاوة ثم قرأ {فأما من أعطى واتقى ... وصدق بالحسنى ... فسنيسره لليسرى ... وأما من بخل واستغنى ... وكذب بالحسنى ... فسنيسره للعسرى} . قلت فهذه بشرى لكل مسلم فإن عباد الله المسلمين في حب لله ورسوله وأصحابه وأهل الفضل راجين ثوابه سبحانه خائفين عقابه. يتصدقون يصلون يبرون يحسنون يتوبون فهم ميسرون لطريق السعادة ثبتنا الله جميعا على ما يرضيه. ثم من البشائر ثناء الخلق على عبد من عباد الله فإذا أثنى جمع من المؤمنين على إنسان بالخير فهذه بشرى له بالجنة، روى الشيخان واللفظ للبخاري عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال مروا بجنازة فأثنوا عليها خيرا فقال النبي صلى الله عليه وسلم وجبت ثم مروا بأخرى فأثنوا عليها شرا فقال وجبت فقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه ما وجبت قال هذا أثنيتم عليه خيرا فوجبت له الجنة وهذا أثنيتم عليه شرا فوجبت له النار أنتم شهداء الله في الأرض. ومازال رسول الله صلى الله عليه وسلم يبشر أمته حيث قال (ما من مسلم يشهد له ثلاثة إلا وجبت له الجنة قال قلنا واثنان ؟ قال واثنان قال ولم نسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الواحد). وهذا حديث صحيح رواه الترمذي في سننه وغيره. وأما بعد ممات المسلم فإن صلاة المسلمين عليه شافعة له عند الله بإذنه سبحانه، روى مسلم في صحيحه عن عبدالله بن عباس أنه مات ابن له بقديد أو بعسفان فقال يا كريب انظر ما اجتمع له من الناس قال فخرجت فإذا ناس قد اجتمعوا له فأخبرته فقال تقول هم أربعون؟ قال نعم قال أخرجوه فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ما من رجل مسلم يموت فيقوم على جنازته أربعون رجلا لا يشركون بالله شيئا إلا شفعهم الله فيه. قلت فكيف بمن يصلي عليه آلاف الموحدين مستغفرين له ويسألون الله له الجنة والنجاة من عذاب القبر وعذاب النار. وهناك بشائر كثيرة لا يتسع مقالي هذا لذكرها بشرني الله وإياكم بما يسرنا ويفرحنا في الدارين. * المشرف العام على الدعوة والإرشاد في فرع وزارة الشؤون الإسلامية في المدينةالمنورة وخطيب مسجد الخندق. [email protected]