أعداء النجاح كثر.. وفي كل موقع تجدهم بالمفرد والمثنى والجمع.. ولكل منهم فلسفته حسب نفسيته التي شكلتها طفولته وتربيته.. أما أسلحتهم فهي في حقيقتها جراثيم نفسية ترتع في دواخلهم المريضة بالعقد والنقص المركب كما يقول أهل علم النفس وأطباؤه. قبل أيام كتب رئيس التحرير العزيز الأستاذ علي حسون عن أعداء النجاح.. وكعادته في حديثه ومن محبرته اليومية الشهيرة، يصل بنا إلى الحق والحقيقة من أقصر الطرق، وبلغة الصدق والإبداع، فقد قدم صورة حقيقية دقيقة عن أعداء النجاح الذين كل شغلهم وشغلتهم -كما قال ("دردبة" بعض الحجارة أمام العربات المنطلقة!.) هذا الإيجاز الرائع و(الزبدة) في وصف أعداء النجاح أتصور أنه منح القارئ (الإنسان) مفردات مهمة لفهم هؤلاء، فلا تشغله صغائرهم ولا تزعجه توافه أمورهم.. فقد وضعهم أمام مرآة ليتعذبون بحقيقة صورتهم، كم هي (ضئيلة) وواهنة ومضحكة في عيون أصفياء النفس الصادقين مع أنفسهم. لذلك ليسمح لي أن أمارس قراءة بعضا من ملامح شخوص أعداء النجاح.. وأقول إنهم أعداء الحياة والعمل.. أعداء للفطرة السوية.. أعداء للقيم والفضائل.. أعداء لمشاعر المحبة الإنسانية.. لذا يثيرون الشفقة والرثاء.. لأنهم فقراء النفس والعقل ورصيدهم القيم قليل ووحظهم من الفضائل هزيل..ويدارون نقائصم بنقيصة أكبر عندما تراهم وكأنهم يبلغوا الجبال طولا. مشكلة هؤلاء أنهم كمن يبني قصرا من رمال ويظن أنه يعلو به..و يجيّرون تعب غيرهم لأنفسهم..وأعداء النجاح بطبائعهم وصوليين وانتهازيين.. ولديهم قدرة عالية على التزييف ، فيسيئون لغيرهم ويشوهون أعمالهم.. كما أن من طبائعهم الغدر، ويبدأون أولا بمن أحسن إليهم ومن يعرف سوءاتهم. وهؤلاء عادة يطلقون العنان لجراثيم نفوسهم المريضة.. ويستخدمون أسلحة الرياء والنفاق والكذب وكافة الأساليب الملتوية، ويبذرون الشللية والتحزب، والغاية عندهم تبرر الوسيلة .. فيتحالفون حتى مع أعداء الأمس عملا بالمثل القائل (عدو عدوي صديقي) هذه بعض من ملامح وطبائع أعداء النجاح في مراحلهم الأولى والكثير منا شهود عيان على نماذج كثيرة منهم.. فكم وضعوا من أشواك في طريق الناجحين.. وكم حفروا ويحفرون لهم.. وكم أشعلوا نارا ولا يروق لهم أن تطفأ.. وكم طعنوا في الظهر. العجيب أنك لا ترى واحدا من أعداء النجاح لديه القدرة على المواجهة.. ولطالما رأيت كم يكون الواحد منهم ضئيلا عندما تواجهه تلميحا أو تصريحا أو لقاء مصادفة. أقتبس جملة (حكمة) من محبرة العزيز الأستاذ علي الحسون عن نماذج من البشر أراهم أعداء النجاح حيث قال "تراه فتحسبه "هصورا" ولكنك فجأة تكتشفه "حصورا" لا يدري ماذا يفعل إذا ما قوبل "بشوية موية" فيغرق فيها". أعداء النجاح ندعو لهم بالشفاء من أدران وسقم نفوسهم.. ونتمنى لو مهدوا الطريق لنجاح حقيقي بالصدق مع الله ثم مع الناس، وليس بالتملق والتسلق على أكتاف الآخرين.. فأي عمل يوجد به أعداء للنجاح سرعان ما تفسد بيئته بملوثات صراعهم وأطماعهم، لأن شعارهم "أنا ومن بعدي الطوفان" ولا يدركون أن الطوفان يجرف من نسوا الله فأنساهم أنفسهم. نقطة نظام : قال تعالى :"ولا تمشِ في الأرض مرحا إنك لن تخرق الأرض ولن تبلغ الجبال طولا". [email protected]