كان ليل الرياض يكاد يلملم أطرافه عندما خرجت من "بوابة" المطار لأذهب إلى موقف تاكسي "الليموزين" ليصادفني شاب في مقتبل العمر عارضاً عليّ بأن يقوم بايصالي الى حيث أريد. سألته هل لديك سيارة خصوصي قال لا "بل ليموزين" نازعتني تلك اللحظة رغبة في الاعتذار منه وذلك لاسباب كثيرة معروفة وسبق وأن ذكرت من كثير من الكتاب بأن قائد التاكسي السعودي غير مريح ومزعج لكن في ذات اللحظة قررت الذهاب معه فهو شاب سعودي وأعجبني أنه "ساهر" حتى الرابعة والنصف فجراً بحثا عن لقمة العيش. أخذت مكاني في المقعد الخلفي للسيارة التي بدت في تلك اللحظة كعلبة صغيرة خانقة لرائحة "الدخان" "المبخرة به" عند باب الفندق وأنا أعطيه قيمة المشوار المحددة وهي خمسة وخمسون ريالاً "رفضها" والحقيقة أنني تعمدت أن أعطيه المقرر لأرى ردة فعله هل يقبلها أم لا فاخوتنا هؤلاء لا يرضون بما هو مقرر لهم دائماً ويدخلون في مشاكل "سخيفة" مع من يركب معهم سواء كان سعودياً أو غير سعودي.. أقول أعطيته المقرر من الأجرة وأنا أنوي أن أزيده عليها إعجاباً به ولسهره. لكنه كما توقعت راح يطالب بأكثر وبشكل جاد. وقد أكد هذا الأخ "حجية" الذين يرفضون استخدام التاكسي الذي يقوده سعودي ولهذا هم يفضلون السائق غير السعودي الذي يعتني بسيارته فلا تشم رائحة تدخين أو تجد أسفل المقعد الخلفي كثيراً من القصاصات أو أنه كثير كلام لا نفهم منه شيئاً. وما إلاَّ اشارات بعيدة بل المبلغ المعروف لا يكفي وعليك أنت أن تفهم هذا وتزيده قليلا او كثيراً. في مطار بلد عربي شقيق ذات مرة ما إن ركبت مع سائق التاكسي حتى راح يصب جام غضبه وتذمره على الأوضاع في بلده وأن له ثلاثة أيام لم يغادر المطار فهمت ما يهدف اليه فقلت له كم المقرر من المطار للفندق قال: "يابيه عشرين جنيه" قلت سوف أعطيك اربعين جنيها ،فقط أصمت عن شتم بلدك. ضحك وهو يقول: "أنا باقول بأنك أمير تفهمها وهي طايرة". أرجو أن يتم العمل لسائقي الليموزين السعوديين في مطاراتنا افهامهم الاكتفاء بالمقرر المنصوص عليه حيث المكتب يأخذ قيمة المشوار قبل انطلاق السيارة لحل هذه الاشكاليات.