خلف الحربي * عكاظ السعودية في لحظة ما.. ولسبب ما.. يخطئ شخص ما.. فيتم تركيب الكثير من الأشياء بناء على هذا الخطأ الذي يعتاد الناس عليه بل ويفضلونه على الصواب لأنه أكثر شيوعا!. ومن الأخطاء الشهيرة في هذا البلد تسمية سيارة الأجرة البيضاء ب(الليموزين) فكل الناس تعرف أن صفة الليموزين المتعارف عليها عالميا تخص سيارة فاخرة طويلة يقودها سائق أنيق وهي سوداء وليست بيضاء، وقد تعودنا أن نشاهد سيارة الليموزين السوداء في الأفلام الأمريكية تقل أحد زعماء المافيا أو إحدى نجمات هوليود ثم نخرج إلى الشارع فنركب سيارة الليموزين البيضاء المتهالكة التي يقودها أحد شباب دكا أو أحد فتية قندهار!. لا أدري كيف نشأ هذا الخطأ بين الناس فأصبح الجميع يسمون هذه (القرنبع) ليموزين؟! ، وإن كنت أخمن أنه في بدايات ظهور شركات الأجرة تم تسويق هذا الاسم لإقناع الناس بأنها لا تنافس سيارات التاكسي الصفراء التي كان يقودها مواطنون مفتولو العضلات والأشناب شعارهم في الحياة: (أرس يا ترس وأعتدل يا ملف)!، لذلك كان لابد من إقناع هؤلاء بأن هذه السيارات البيضاءالجديدة التي يقودها الآسيويين لا تنافسه على ركابه بل هي سيارات فاخرة مخصصة لشريحة الأثرياء فهي ليست تاكسي بل: (ليموزين)!. مع مرور السنوات سحقت شركات الأجرة سائقي التاكسي مفتولي العضلات، وانقرضت السيارات الصفراء من الشوارع، وأصبح الناس حين يبحثون عن تاكسي يشيرون إلى السيارات البيضاء وينادون سائقها الآسيوي: (ليموزين)!، ويبدو أن رحلة منتخبنا إلى كأس العالم تشبه رحلة سائق ليموزين منحوس حمل ركابا من المطار فتم تغريمه بأضعاف غلته الأسبوعية، وحين حاول التعويض اصطدم بشاحنة بطيخ.. وهكذا رايح جاي بدون نتيجة، والمصيبة أنه حتى لو تجاوز أخضرنا كل الصعاب فإنه سيأكلها (مفلفلة) في المونديال!.. فالفريق الذي ينقذه حارسه البطل من 17 هدفا بحرينيا محققا لن تلعب معه ألمانيا بفريقها الأساسي في حال وقوعه في مجموعتها مرة أخرى بل سترسل له منتخب المكفوفين!. الإدارة تنتظر إخفاق المدرب كي تطرده وتعيد ناصر الجوهر الذي سوف تطرده لاحقا وتحضر مدربا أجنبيا، والمدرب تذكر جزائية لم تحتسب وتجاهل عشرة آلاف هدف بحريني محقق وهو مدرب عجيب يمكن تسميته (مدرب المحاور) حيث يعتمد في خطته على حشد المحاور ويعتمد في تغييراته على تبديل المحاور ومع ذلك فإنه يستبعد من تشكيلته أفضل المحاور!، أما الجمهور فهو يفكر بطريقة (غير محورية) فالنصراويون يلومون ياسر (الأقرع) والهلاليون يلومون حسين (الشايب)!. بلا شك نحن نتمنى تأهل الأخضر إلى المونديال بأي (محور) كان ولكنه بهذه الصورة (المحورية) ليس جديرا باللعب في كأس العالم.. مثله مثل سيارة الأجرة البيضاء التي لا تستحق اسم ليموزين، فالخطأ القديم لا يتحول إلى صواب!