يبدو أن صحيفة الحياة متخصصة في أمور السكك الحديدية ودائما ما أستقي أخبار المؤسسة منها ففي /21/4/2008م نشرت قصة اختفاء قضبان حديد من طريق قطار قرب الرياض بعد نحو شهر من الحكم بالسجن والغرامة على موظفين في المؤسسة أدانتهما المحكمة الأدارية بسرقة كمية كبيرة من الحديد وحتى تاريخه لم أقرأ أو أسمع أي تعليق أو توضيح أو على ماذا أنتهت القضية , تذكرت هذه القصة عندما قرأت بالصحيفة ذاتها في 18 يونية 2008 خبراَ عن قيام رئيس المؤسسة العامة للخطوط الحديدية المهندس عبد العزيز بن محمد الحقيل بتوقيع عقد مع شركة كاف الأسبانية ممثلة بشركة الهيتم للتصنيع والتنمية الإقتصادية بقيمة 612.24 مليون ريال لتوريد 8 أطقم قطارات كل طقم عبارة عن قاطرة وخمس عربات يتم توريدها خلال مدة لا تتجاوز 36 شهراَ وأشار الخبر أيضا إلى أهمية هذة الخطوة في تخفيف حدة الإختناقات المرورية على الخطوط التي تربط المنطقتين والحد من حوادث المرور التي تتنامى سنويا بشكل مروع وتتسبب في خسائر بشرية وإقتصادية كبيرة . " أنتهى الخبر " وكما هو معلوم أن فكرة السكك الحديدية ن شأت في عام 1366 ه 1947"م " عندما أمر جلالة الملك عبد العزيز طيب الله ثراه بإنشاء خط حديدي يربط ميناء الدمام بالعاصمة الرياض , لغرض نقل البضائع والسلع والمواد الغذائية ومستلزمات البناء والتعمير , المستوردة عن طريق الدمام إلى مدينة الرياض وتم افتتاح الخط رسميا من قبل جلالة الملك عبد العزيز بتاريخ 19 محرم 1371 ه الموافق 20 أكتوبر 1951 م وفي عام 1405 ه الموافق 1985 م تم إنشاء خط أخر جديد إختصر مسافة وزمن السفر ب "4"ساعات بدلا من "7"ساعات وبطول 450 كم . وفيما يخص الخبر المنشور نجد أن التعاقد على 8 أطقم قطارات وكل طقم عبارة عن قاطرة وخمس عربات لتكون في مجملها 8 قاطرات و 40 عربة وهو عدد زهيد إذا ما قورن بما تمتلكه المؤسسة من عربات والتى تقدر ب "2277"عربة لنقل الركاب وأنواع البضائع الصلبة والسائلة والسائبة فهل المؤسسة تحتاج بالفعل إلى 40 عربة إضافية تضاف للأسطول الضخم الذي تمتلكه المؤسسة لخدمة الخط الوحيد والذي يربط بين الرياضوالدمام لاسيما أن قيمة ال 40 عربة و 8 قاطرات ب 612 مليون ريال , وهو مبلغ ضخم جداً . ولتبسيط الفكرة وإيصال المعلومة بهدف إجراء بعض المقارنات سنفترض أن قيمة 8 قاطرات 200 مليون ريال 25 مليون ريال لكل قاطرة بذلك تكون قيمة العربات ال 40 ب 400 مليون ريال 10 مليون ريال قيمة كل عربة , والعربة " لمن لا يعرف " هي أشبه بالباص " البولمان " ولكن بدون محرك " كابينة مجهزة وبها كراسي وعجلات " فإذا كان سعر الباص 500 ألف ريال تقريباَ فإن قيمة العربة الواحدة تساوي 20 باص " بولمان " أي يمكن توفير 1200 باص " بولمان ",أو 6000 حافلة " كوستر " بقيمة تلك الصفقة يمكنها أن تنقل 60 ألف راكب يوميا ولرحلة واحدة للباص " 22 مليون راكب في السنة " وبإمكانها خلق 5 ألاف وظيفة . أما النقطة الأخرى وعلى أساس نفس الفرضية السابقة بأن قيمة العربة هو 10 مليون ريال فذلك يعني أن أصول مؤسسة السكك الحديدية من العربات " ال 2277 عربة " تقدر بحوالي 23 مليار ريال , وهو رقم خيالي خصوصاَ وأن عدد الركاب المنقولين بالقطار بين الرياضوالدمام " المستفيد الوحيد من هذه الأصول " بلغ 714 ألف راكب عام " 2002 أي أن 23 مليار ريال لخدمة 700 ألف راكب " ورغم أن التوقعات تشير إلى أن عدد الركاب سيصل بعد إتمام الصفقة إلى مليون راكب فهو غير مجدي خصوصا إذا ما قورن بخط الحرمين المزمع إنشاءه بين مكةالمكرمة والمدينة المنورة مروراَ بجدة بطول 500 كم تقريبا " المعترض عليه سابقا بحجة عدم جدواه " حيث أن عدد القادمين لهذه الأراضي المقدسة في موسم الحج ومواسم العمرة و التي أصبحت على مدار العام يتجاوز ال 10 مليون فهل من المعقول أن خط حديدي يخدم 700 ألف راكب يكون ذو جدوى اقتصادية وأهمية في تخفيف الإختناقات والحد من الحوادث وخط حديدي آخر يخدم 10 ملايين زائر وأكثر ليس له أي جدوى أترك الحكم في هذه المسألة للقراء الأعزاء والمسئولين النبهاء . dr .mahmoud@batterjee .com