جدة - أزد - محمد طامي // في مجموعته القصصية (فَلا تَقُلْ لهُمَا أُفٍّ) يسعى الكاتب السعودي "إبراهيم الدعجاني" إلى بناء قاعدة حكائية واضحة ينطلق منها، تدور ثيماتها حول أهمية الأدب في بعث الدين من جديد، وإعادة النظر في أنماط التربية، وتعميق القيم الخلقية للأسرة في العصر الحديث. لا يكتفي إبراهيم الدعجاني في قصصه هذه على هذا النحو الدعوي، وما يصاحبه من استدعاء لحالات إنسانية شتى، ومن الحكايات المشبعة بنكهة الثواب والعقاب، بل يسعى إلى رؤية الحاضر (الواقع) من منظور قصصي يأتي على هيئة لوحات عُني القاص بأوانها ورائحة تفاصيلها، ونكهة وجودها في الوجدان الجماعي للناس وخاصة أنه يتحدث عن بر الوالدين، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على التزام هؤلاء الأدباء الشباب بأدب الدعوة من خلال إيضاح فضل الله ونبيه علينا في الحث على طاعة الوالدين ومحبتهما وحسن الأدب معهما في الدنيا، والدعوة لهما بالغفران في الآخرة، حيث نرى الكاتب هنا ينتقي المواقف ذات الطاقة العالية من العاطفة على نحو استدعاء عالم الأموات في قصة (فَلا تَقُلْ لهُمَا أُفٍّ) حيث نسمع الأم تحدث أولادها "من داخل القبر.. هل تسمعون.. هل تعون!؟/ أنا الأم التي حملتكم وهناً على وهن.. وأرضعتكم من وجيب قلبها وحليب ثدييها (...) الآن هو وقت الإفصاح (...) اسمعوني الآن وأنا أتحدث إليكم من الصمت الأبدي...". وعلى هذا المنوال تسير القصص في هذه المجموعة، وهي تستعيد ما فعل الأبناء بالآباء والأمهات في الحياة الدنيا فمنهم البار لوالديه، ومنهم العاصي، كل ذلك يأتي بهدف عكس صورة حقيقية للحياة في إطار تقليدي يتكئ على الحكاية بوصفها حالة إنسانية متكاملة الوجود. يقسم الكتاب إلى قسمين: القسم الأول يحتوي قصص من تأليف الكاتب والقسم الثاني قصص قصيرة مترجمة جاءت تحت العناوين الآتية: "وبالوالدين إحساناً"، "إما يبلغن عندك الكبر"، "فلا تقل لهما أف"، "ولا تنهرهما"، "واخفض لهما جناح الذل من الرحمة"، "وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيراً". أما القصص المترجمة فهي: "الطاسة الخشبية" للكاتبة (أوشا بنزال) و"ذات العين الواحدة" قصة كورية حقيقية لم يرد فيها اسم المؤلف. وأخيراً قصص من التاريخ الإسلامي.