من الحقوق التي تنتهك وتضيع في وقتنا هذا حقوق الوالدين وبرهما التي أمر الله بها في كتابه الكريم: «... وبالوالدين إحسانا»، الا أن عقوقهما بات أمرا خطيرا يهدد شبابنا ومجتمعاتنا العربية، فمن هذا المنطلق، ومن هذا الخطر بنى الكاتب السعودي «إبراهيم الدعجاني» فكرة كتابه بعنوان «فلا تقل لهما أف»، والذي يسعى من خلاله إلى ردع هذا الخطر بواسطة قصص صغيرة حملت مواقف ذات عاطفة عالية، إذ استحضر الموت بأغلب الحكايات «ثم صمت إلى الأبد»، «أحدثكم من داخل القبر.. هل تسمعون.. هل تعون!؟».. «غرغر وتشهد ثم فاضت روحه إلى بارئها». الكاتب إبراهيم الدعجاني ركز في كتابه على عرض حالات وقصص من الواقع أخذت تتكاثر حينا بعد حين، فمنهم البار، ومنهم العاصي، كذلك عرض مصير كل منهما من ثواب وعقاب. هذا وعمل إبراهيم الدعجاني على عكس حكايات مشبعة بالحالات الإنسانية والدعوة إلى إعادة النظر في أنماط التربية وتعميق القيم الخلقية للأسرة في العصر الحديث. كما أنه عمد إلى تفسير الآية القرآنية التي تخص بر الوالدين بعدد من القصص، حتى يستطيع المجتمع فهم القاعدة الشرعية لبر الوالدين والالتزام بها وتوعية الشباب بها، إذ قال الله تعالى في الآية الكريمة: «وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا». الكتاب يحتوي على قسمين: القسم الأول من تأليف الكاتب، والقسم الثاني قصص قصيرة جاءت تحت العناوين الآتية: «وبالوالدين إحسانا»، «وقل ربي ارحمهما كما ربياني صغيرا»، بالإضافة إلى قصص مترجمة هي: «الطاسة الخشبية» للكاتبة (أوشا بنزال) و«ذات العين الواحدة» قصة كورية حقيقية لم يرد فيها اسم المؤلف. بالإضافة إلى عدة آيات من كتاب الله وأقوال للحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم، وأيضا قصص من التاريخ الإسلامي للتأكيد على أن بر الوالدين قاعدة شرعية وإنسانية مقرة من زمن قديم ومعتمد في كافة دول العالم.