ازد -محمد طامى مع تقلد دونالد ترامب لمنصبه بشكل رسمي، تسود حالة من الغموض بشأن الطريقة التي سيتعامل بها مع ملفات الشرق الأوسط مثل سوريا، والعراق، وإيران والقضية الفلسطينية. كما تطل تساؤلات عدة بشأن مواقفه من قضايا المنطقة، وماذا ينتظر الشرق الأوسط، في عهد الرئيس الأميركي الخامس والأربعين؟ فطوال الحملة الانتخابية الرئاسية لترامب، طغت أجواء الغموض، بل وربما التناقض، على ما ينوي الرجل القيام به حيال قضايا المنطقة الشائكة في حال فوزه. أما الآن فحكومات عدة بالشرق الأوسط، وشعوبها، تنظر بأعين الريبة إلى نواياه، وكثيرون يرون أن المنطقة ستصبح أكثر تأرجحا، في حال لم يتراجع عن أي من مواقفه. ترامب وسوريا فيما يتعلق بالأزمة السورية يعتبر ترامب سياسة سلفه باراك أوباما في المنطقة سببا رئيسا في الفوضى الحالية، ويرى أن بقاء الرئيس بشار الأسد من رحيله مسألة ثانوية أمام القضاء على التطرف، ويقول إنه "على استعداد للتحالف حتى مع الشيطان من أجل ذلك". وإن مضت أقواله بشأن الملف السوري إبان الحملة الانتخابية إلى مرحلة الأفعال، ولم يتراجع عن أي منها، فربما تكون المعارضة السورية الخاسر الأكبر. ففي خطاب سابق له، قال ترامب إن المعارضة التي تلقى دعما من سلفه أوباما، قد تكون "أسوأ من النظام القادم". بيد أن وده المعلن لروسيا ورئيسها فلاديمير بوتن، بعث مبكرا إشارات على أن التعاون بين موسكو وواشنطن في الساحة السورية، سيمضي نحو مستويات غير مسبوقة، كما تكرر مرارا حديثه على ضرورة إقامة مناطق آمنة في سوريا. ترامب والعراق يرى ترامب بأنه ما كان على بلاده اجتياح العراق، وبما أنها فعلت، فما كان عليها الانسحاب، لأن داعش تسلل إلى المنطقة من الفجوة التي تركتها الولاياتالمتحدة في العراق، بحسب الرجل. ويصف بغداد، بالشريك الرئيسي، وقد تعهد مرارا بتقديم كامل الدعم للحكومة العراقي في حربها ضد الإرهاب. الشأن الإيراني أما في الشأن الإيراني، فيعتبر ترامب الاتفاق النووي الإيراني، أسوأ اتفاق على مر التاريخ، وقد تعهد بتمزيقه فور تنصيبه رئيسا لأنه في نظره يمثل خنوعا مذلا لبلاده لإيران. ترامب وإسرائيل أما القضية الأقدم، والأكثر تعقيدا في الشرق الأوسط، القضية الفلسطينية، فتبدو أجندتها أوضح من غيرها، في سياسة ترامب الخارجية، فتعاطفه معلن مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، ولا يكاد يذكر مع الفلسطينيين. وقد وعد ترامب إسرائيل بجعل القدس عاصمة أبدية لها، ووعد أيضا بنقل السفارة الأميركية إلى القدس، واعتبر أنه من غير المسموح ترك إسرائيل تعامل باحتقار وازدراء، وأحاط نفسه بمجموعة من المستشارين المقربين من الجناح اليميني المتشدد في إسرائيل. ومع ذلك، فقد أثار الرئيس الأميركي بعض المخاوف في إسرائيل بإشارته إلى أنه سيبقى محايدا بشأن الصراع، وأنه يجب على إسرائيل سداد مليارات الدولارات مقابل المساعدات العسكرية التي تتلقاها من الولاياتالمتحدة. ترامب ومصر وفي ما يتعلق بالملف المصري، فقد بعثت تصريحات لترامب، مدح فيها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، بإشارة واضحة على طريقة تعامل جديد مرتقبة لواشنطن مع القاهرة، على أكثر من صعيد. ويرتقب أن تكون مصر وجهة ترامب الأولى في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.