عواصم- وكالات فاجأ المرشح الجمهوري للرئاسة الأمريكية دونالد ترامب العالم بعد أن ألحق هزيمة غير متوقعة بالمرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون في الانتخابات التي جرت يوم الثلاثاء لينهي ثمانية أعوام من حكم الديمقراطيين ويدفع بالولاياتالمتحدة إلى طريق جديد غامض. واستفاد قطب العقارات الثري من موجة غضب من الساسة المخضرمين ليقتنص المنصب من كلينتون التي قدمت أوراق اعتماد من بينها إنها كانت زوجة رئيس أمريكي سابق وعضو بمجلس الشيوخ ووزيرة خارجية سابقة. وقد يسبب القلق من فوز ترامب حالة من الغموض في الأوساط السياسية والاقتصادية العالمية وأحجم المستثمرون بالفعل عن الأصول عالية المخاطر مثل الأسهم. وقالت شبكات التلفزيون الأمريكية إن ترامب جمع العدد اللازم من أصوات المجمع الانتخابي وهي 270 صوتا المطلوبة للفوز بفترة رئاسية مدتها أربع سنوات تبدأ في 20 يناير كانون الثاني بعد أن فاز في ولايات رئيسية عادة ما تحسم السباق الرئاسي. وظهر ترامب مع عائلته أمام حشد من أنصاره المبتهجين في قاعة فندق بنيويورك وقال إن الوقت قد حان لرأب الانقسامات والوصول إلى أرضية مشتركة بعد حملة أظهرت خلافات عميقة بين الأمريكيين. وأضاف "لقد تلقيت اتصالاً من الوزيرة كلينتون، وباركت لنا.. فالأمر يتعلق بنا جميعنا، باركت لنا على فوزنا. وأنا باركت لها ولعائلتها على حملة مجدة جداً، لقد حاربت بكل جهدها." "حان الوقت للوحدة ومعالجة الجراح في أمريكا." "أنا أتعهد لكل مواطن في بلادنا، بأنني سأكون رئيساً لكل الأمريكيين، وهذا أمر مهم جداً بالنسبة لي." "لمن اختار ألا يدعمني في الماضي، ولقد كان هناك القليل منهم، أنا أتواصل معكم لتوجيهاتكم ومساعدتكم، لكي نعمل مع بعضنا ونوحد بلادنا العظيمة." "في عملنا مع بعضنا، سنبدأ بالمهمة الملحة لإعادة بناء شعبنا وتجديد الحلم الأمريكي." "هذا ما يصفونه بحدث تاريخي، لكن لكي يصبح تاريخياً فعلاً، علينا أن نجيد عملنا. وأنا أعدكم بألا أخذلكم، سنجيد عملنا." "أستطيع أن أقول.. إنه في حين انتهت الحملة، عملنا في جميع الأشياء بدأ للتو." وفي حدث نظمته حملة كلينتون في مركز جافيتس للمؤتمرات على مسافة قليلة من الفندق الذي يتحدث فيه ترامب خيمت أجواء قاتمة شيئا فشيئا بين أنصارها الذين كانوا يتوقعون الفوز. وفضلت كلينتون ألا تظهر في الحدث وأرسلت بدلا منها مدير حملتها جون بوديستا ليطلب من أنصارها أن يعودوا لمنازلهم. وقال بوديستا "ليس لدينا المزيد لنقوله الليلة." وفي خطاب النصر قال ترامب إن لديه خطة اقتصادية عظيمة تضم مشروعا لإعادة بناء البنية التحتية وستضاعف النمو الاقتصادي للبلاد. وأثار فوزه تساؤلات في الداخل والخارج. وخلال حملته رفع ترامب شعار "أمريكا أولا" متعهدا بأن تتخذ البلاد في عهده مسارا أكثر حمائية وتركيزا على الداخل. كما تعهد بفرض تعريفة بنسبة 35 في المئة على الواردات الأمريكية. وسيكون ترامب (70 عاما) أكبر رئيس أمريكي يتولى المنصب بعد حملة مريرة سببت انقساما في المجتمع الأمريكي ركزت بشكل كبير على شخصية المرشحين. البيت الأبيض: أعلن البيت الأبيض أن الرئيس الأمريكي الحالي، باراك أوباما، اتصل بدونالد ترامب الذي فاز بالانتخابات العامة ليصب الرئيس ال45 للولايات المتحدةالأمريكية، ليهنأه على انتصاره. وجاء في البيان: "من مقر البيت الأبيض، أجرى الرئيس اتصالا هاتفيا مع الرئيس دونالد ترامب لتهنئته على فوزه في وقت مبكر من صباح الأربعاء. واتصل الرئيس أيضا بوزيرة الخارجية، هيلاري كلينتون، وأعرب عن إعجابه بالحملة القوية التي شنتها في جميع أنحاء البلاد." أوروبا مرتعبة: في الوقت الذي يعيش فيه الأوروبيون من حلفاء الولاياتالمتحدة على وقع الصدمة جراء فوز دونالد ترامب بالانتخابات الرئاسية الأمريكية يبدو الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، في ذروة سعادته. فلطالما أعرب ترامب عن تشكيكه بفاعلية حلف شمال الأطلسي "ناتو". وفي كتابه الصادر عام 2000 تحت عنوان "أمريكا التي نستحقها" كتب ترامب قائلا إن على دول شرق أوروبا أن تحل مشاكلها الإقليمية القديمة وحدها دون تدخل أمريكي. ربما كان موقف ترامب آنذاك نابعا من تداعيات الحرب التي كانت رحاها تدور قبل ذلك بسنوات في يوغوسلافيا السابقة، ولكن القلق الأمني الأوروبي الآن لا يتعلق بالبلقان، بل بالتهديد الذي يشكله بوتين على أوكرانيا. غير أن السيد ترامب لا يبدو أن لديه مخاوف مماثلة، حتى أنه عبّر خلال حملته الانتخابية عن موقفه من حلف الناتو قائلا إن أمريكا عليها ألا تُدافع إلا عن الدول التي تدفعها حصتها المالية بالكامل. أما المقرب منه نيوت غينغريتش، المرشح لمنصب وزير الخارجية، فقد تجاوز هذا الموقف إلى حد القول بأنه يشك في قدرة واشنطن على الدفاع عن أستونيا بحال تعرضها لغزو روسي، مضيفا أن الدولة الصغيرة الواقعة في شرق أوروبا تبدو فعليا "واحدة من ضواحي" مدينة سان بطرسبورغ الروسية، رغم أن تلك الدولة هي واحدة من بين حفنة محدودة العدد من الدول ضمن حلف الناتو تقوم فعليا بتسديد المتطلبات المالية الواجبة عليها. حقبة وجود ترامب في السلطة ستزعزع الأسس التي تقوم عليها الالتزامات الأمنية الأمريكية تجاه أوروبا منذ عام 1941. أوروبا ما تزال تعتمد بشكل كبير على القدرات العسكرية الأمريكية، وخاصة في مجالات الردع النووي والقوة الجوية والمدرعات والخدمات اللوجستية وكذلك المعلومات الاستخبارية، أما اليوم، فستسارع دول القارة للبحث عن طرق لحماية نفسها، وسيندم البعض منها على التأخر في فعل ذلك بعد التحذيرات الأمريكية العديدة لها من مغبة عدم الإنفاق على الدفاع. أما السيد بوتين بالمقابل، فقد حصل على أكبر دعم ممكن له في السلطة منذ توليه لها قبل 17 عاما. فهدفه الرئيسي كان على الدوام إعادة كتابة أسس الأمن الأوروبي. ردود فعل الدول: قال الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند إنه هنأ ترامب على فوزه، ولكنه اضاف ان ذلك الفوز يؤذن لبدء "مرحلة من انعدام اليقين." وقال هولاند إن فوز المرشح الجمهوري يؤكد على انه ينبغي لفرنسا ان تكون اقوى ولاوروبا ان تتوحد، مضيفا انه سيكون حذرا وصريحا في اي مفاوضات مع الولاياتالمتحدة حول القضايا الدولية. وكان الرئيس الفرنسي قال في السابق إن منظر ترامب "يصيبه بالغثيان." وهنأت المستشارة الالمانية انجيلا ميركل ترامب الاربعاء، وعبرت عن رغبتها في التعاون معه بشكل وثيق على اسس الديمقراطية والحرية واحترام القانون ومن اجل كرامة البشر.ولكن وزير العدل الالماني هايكو ماس عبر عن قلقه من انتخاب ترامب، وقال في تغريدة "إن العالم لن ينتهي بانتخاب ترامب، ولكنه (اي العالم) سيزداد جنونا." وهنأت رئيسة الحكومة البريطانية تيريزا ماي بدورها ترامب، وقالت إن "بريطانياوالولايات ستبقيان شريكتين قريبتين في الميادين التجارية والامنية والدفاعية." وقال وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير إن فوز ترامب غير منتظر، مضيفا أنه يجب الاستعداد لسياسة أمريكية خارجية سياسته لا يمكن التنبؤ بها، وإلى أن واشنطن ستتجه إلى اتخاذ القرارات بمفردها. إلى ذلك وصفت وزيرة الدفاع الألمانية الجديدة أورسولا فون دير لاين، يوم الأربعاء، فوز دونالد ترامب بالانتخابات الرئاسية الأمريكية بأنه "صدمة كبيرة"، مطالبة إياه التأكيد على إلتزامه بمنظمة حلف شمال الأطلسي (الناتو). وكان وزير الخارجية الفرنسي جان مارك ايرولت قد أعرب قبيل إعلان فوز ترامب، عن قلق بلاده بخصوص مستقبل اتفاق باريس للمناخ، والعلاقات بين أوروبا والولاياتالمتحدة الأميركية في حال تسلم المرشح الجمهوري ترامب قيادة البيت الأبيض. وقال ايرولت في مقابلة على قناة "فرانس 2" يوم الأربعاء إن "في حال ربح ترامب، سيكون لدينا تساؤلات عديدة ومخاوف عديدة. هل سيتم مثلا الموافقة على اتفاق باريس للمناخ علماً أن ترامب تحدث عن نيته الغاء هذا الإتفاق" مشيرا إلى أن ما قاله "ترامب بخصوص العلاقة مع أوروبا أمر مقلق". وفي نفس السياق قالت مفوضة الاتحاد الأوروبي السامية للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية، فيديريكا موغيريني، إن العلاقات بين الاتحاد الأوروبي والولاياتالمتحدة أعمق من أي تغييرات، مؤكدة على مواصلة العمل مع الولاياتالمتحدة بعد فوز ترامب. كما هنأ الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) ينس ستوتلنبرغ ترامب بفوزه في الانتخابات الرئاسية الأمريكية، معبرا له عن "استعداده للعمل المشترك حتى تبقى العلاقات بين أعضاء الحلف قوية". وقالت رئاسة الجمهورية في مصر إن الرئيس عبد الفتاح السيسي هو أول زعيم دولي يجري اتصالا هاتفيا بالرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب لتهنئته. وأضافت في بيان أن السيسي أعرب خلال الاتصال "عن تطلعه إلى تعزيز علاقات التعاون بين مصر والولاياتالمتحدةالأمريكية في كافة المجالات وأن تشهد فترة رئاسة الرئيس دونالد ترامب … تعزيزاً للسلام والاستقرار والتنمية في منطقة الشرق الأوسط." وقال البيان إن ترامب "أعرب … عن خالص تقديره لاتصال السيد الرئيس مشيرا إلى أنه أول اتصال دولي يتلقاه للتهنئة بفوزه في الانتخابات. وأعرب … عن تطلعه للقاء السيد الرئيس قريبا. وجاء في البيان الصحفي المصري: "انطلاقاً من العلاقة الاستراتيجية الخاصة التي جمعت بين مصر والولاياتالمتحدةالأمريكية على مدار عقود كبيرة مضت، وإيماناً بالدور الهام والأهداف المشتركة التي تحققها وتصونها تلك العلاقة في دعم استقرار منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا وحماية مصالح شعوب هاتين المنطقتين، فإن جمهورية مصر العربية تتطلع لأن تشهد فترة رئاسة الرئيس دونالد ترامب ضخ روح جديدة في مسار العلاقات المصرية الأمريكية، ومزيداً من التعاون والتنسيق لما فيه مصلحة الشعبين المصري والأمريكي، وتعزيز السلام والاستقرار والتنمية في منطقة الشرق الأوسط، لاسيما في ظل التحديات الكبيرة التي تواجهها." من جانبها عبرت السلطة الفلسطينية عن أملها في أن تمر من الحديث عن مبدأ حل الدولتين إلى تحقيقه على أرض الواقع. وقال أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، صائب عريقات: "نأمل من الإدارة الأمريكية القادمة أن تحول الحديث عن مبدأ حل الدولتين إلى تحقيق هذا المبدأ على الأرض، لأن الأمن والسلام والاستقرار في هذه المنطقة لن يأتي إلا بهزيمة الاحتلال الاسرائيلي الذي بدأ عام 1967. وهنأ الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ترامب بفوزه، آملا في أن تنعكس رئاسة ترامب للولايات المتحدة إيجابا على منطقة الشرق الوسط. وعلق أردوغان، على انتخاب دونالد ترامب رئيساً للولايات المتحدةالأمريكية، الأربعاء، قائلاً إنه يتمنى أن يكون ذلك في خدمة الحقوق والحريات والتطورات في المنطقة. إذ قال أردوغان: "قرر الشعب الأمريكي الاستمرار مع الجمهوريين بعد ولايتين من الديمقراطيين، يبدأ عهد جديد مع خيار الشعب الأمريكي وآمل أن اختيار الأمريكيين سيكون جيدا من حيث الحقوق والحريات فضلا عن التطورات في المنطقة." وأضاف أردوغان عن انتخاب ترامب: "أود شخصيا أن أفسر ذلك بأنه أمر إيجابي ونتمنى له مستقبلاً ناجحاً." من جانبه قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو إن بلاده ستعمل على تعزيز العلاقات وتقويتها مع الوليات المتحدة. وهنأ رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي ترامب بفوزه في الانتخابات، متعهدا بمواصلة العمل المشترك مع الإدارة الأمريكية الجديدة لضمان الأمن في آسيا ومنطقة المحيط والهادي. هذا وقد دعا رئيس لجنة القوم والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الإيراني علاء الدين بروجردي، دعا ترامب إلى احترام الاتفاقيات الدولية، بما في ذلك الاتفاق النووي. وقال بروجردي: "يوجد فرق بين ترامب في الحملة الانتخابية وترامب الرئيس الأمريكي، نحن في انتظار كيف ستكون سياسته في علاقة المنطقة والعالم الإسلامي". إسرائيل إلى مزيد من التطرف: هنأ وزير التعليم الإسرائيلي ورئيس حزب "البيت اليهودي"، نفتالي بينيت، دونالد ترامب لانتخابه رئيسا للولايات المتحدةالأمريكية، الأربعاء، وقال إن "عصر فكرة وجود دولة فلسطينية قد ولى." وفي بيان، أضاف بينيت: "نشكر هيلاري كلينتون لصداقتها مع إسرائيل. ونحن على ثقة من أن العلاقة الخاصة بين الولاياتالمتحدة وإسرائيل ستستمر، وقد تغدو أقوى. فوز ترامب هو فرصة لإسرائيل للتراجع فورا عن فكرة وجود دولة فلسطينية في وسط البلاد، والذي من شأنه أن يضر أمننا وقضية عادلة." وتابع بينيت: "هذا هو موقف الرئيس المنتخب، كما هو مكتوب في برنامجه الانتخابي، وينبغي أن يكون سياستنا، بكل وضوح وبساطة. ولى عهد وجود دولة فلسطينية." ويُشار إلى أن ترامب كان قد قال في سبتمبر/ أيلول الماضي لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إنه في حال فوزه بالرئاسة في الانتخابات، ستعترف أمريكا بالقدس "عاصمة موحدة لدولة إسرائيل." فوز ترامب يكتسح مواقع التواصل: سيطرت وقائع الانتخابات الرئاسية الأمريكية منذ مساء الثلاثاء على مواقع التواصل الاجتماعي، وغلبت الهاشتاغات الخاصة بها على كل المواضيع الأخرى خاصة مع تقدم المرشح الجمهوري دونالد ترامب على نظيرته الديمقراطية هيلاري كلينتون، وحتى إعلان فوزه ليصبح الرئيس المقبل للولايات المتحدةالأمريكية. وقد تباينت ردود الأفعال في العالم العربي حول فوز ترامب، حيث جذب عدم تطابق نتائج الاستطلاعات مع نتيجة الانتخابات انتباه العديد من النشطاء الى جانب انتقاد البعض انتخاب الأمريكيين رئيسا يتوعد المسلمين وغيرهم. ماذا ينتظر السوريين في ظل فوز ترامب؟ يثير فوز الجمهوري دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية بالولاياتالمتحدة تساؤلات عديدة حول مستقبل السياسية الأمريكية في الشرق الأوسط، ولا سيما تجاه سوريا في الوضع الراهن. وتجدر الإشارة إلى أن فوز ترامب في الانتخابات جاء في الوقت الذي تمر فيه سوريا، التي تمزقها الحرب منذ قرابة 6 سنوات، بمرحلة حاسمة بعد فشل الاتفاقات الروسية الأمريكية حول وقف القتال بحلب والتنسيق في محاربة الإرهاب. وسبق للجانب الأمريكي أن علق مشاركته في المفاوضات بشأن سوريا بانتظار حسم السباق الانتخابي الداخلي. وكان ترامب قد رسم أولوياته بشأن الشرق الأوسط، ووضع على رأسها مكافحة الإرهاب، إذ قال في المناظرة الثانية مع منافسته الديمقراطية هيلاري كلينتون إن الرئيس السوري بشار الأسد "رجل سيئ" لكنه يجيد "قتل الإرهابيين". وقدم ترامب موقفه من سوريا بصورة أكثر تفصيلا في مقابلة مع صحيفة "الغارديان" البريطانية، نشرت يوم 13 أكتوبر/تشرين الأول، إذ شدد على ضرورة تركيز اهتمام واشنطن على معالجة القضايا الداخلية، بدلا من "بناء دول" في الخارج. وأوضح ترامب في تلك المقابلة، أنه على الرغم من تحفظاته بشأن خيار التدخل العسكري، إلا أن "هناك حالات معينة عندما نرى جرائم مروعة.. بما في ذلك (ما يفعله) داعش". وفي الوقت الذي أكد فيه ترامب أنه مستعد لاستخدام القوة العسكرية في بعض الحالات – "عندما تكون هناك قضية ويمكنك أن تحل هذه القضية"، لكنه شكك في جدوى الجزء الأكبر من التدخلات الأمريكية عبر العالم على مدى السنوات الأخيرة، بما في ذلك ما وصفه بأنه سياسة أوباما غير المدروسة في سوريا. وأعاد ترامب في هذا الخصوص إلى الأذهان التدخل الأمريكي العسكري لإسقاط صدام حسين، معتبرا أن العراق اليوم "بات كارثة"، متوقعا سقوط البلاد تحت سيطرة إيران و"داعش"، واستنتج قائلا: "أعتقد أنه علينا أن نركز على أنفسنا". وفي مقابلة صحفية مع وكالة "رويترز" شدد ترامب على أن هزيمة تنظيم "داعش" تحظى بالأولوية. وأعرب ترامب عن قناعته بأن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين "سيضرب داعش في سوريا لأنه لا يريد التنظيم أن يتوجه إلى روسيا". وفي المقابلة مع وكالة "رويترز"، اعتبر ترامب أن خطة منافسته كلينتون حول سوريا التي تعد استمرارا لسياسة الرئيس المنتهية ولايته باراك أباما، "ستؤدي إلى حرب عالمية ثالثة" بسبب احتمال نشوب صراع عسكري مع روسيا. كما أعرب ترامب في العديد من تصريحاته عن عزمه على بناء علاقات جيدة مع روسيا، بما في ذلك التعاون في محاربة الإرهاب.