فقد حزب العدالة والتنمية الحاكم أغلبيته المطلقة في البرلمان حسب نتائج غير رسمية للانتخابات التشريعية التي جرت الأحد، بينما استبعد حزب الشعوب الديمقراطي الكردي التحالف مع الحزب الحاكم لتشكيل حكومة ائتلافية، في وقت دعا فيه حزب الحركة القومية إلى إجراء انتخابات مبكرة إذا فشلت محاولات تكوين هذه الحكومة. وأظهرت النتائج الأولية غير الرسمية بعد فرز 99.94% من الأصوات حصول حزب العدالة والتنمية على 258 مقعدا من إجمالي عدد نواب البرلمان البالغ 550 نائبا، مما يجعله مجبرا على تشكيل حكومة ائتلافية، وحزب الشعب الجمهوري على 132 مقعدا، وحزب الحركة القومية على 81 مقعدا، فيما حصد حزب الشعوب الديمقراطي 79 مقعدا، من إجمالي عدد نواب البرلمان البالغ 550 نائبا. ووفقا لهذه النتائج، حصل حزب العدالة والتنمية على نحو 40.9%، بينما حاز حزب الشعب الجمهوري على 25% من أصوات الناخبين، وحصل حزب الحركة القومية على 16.3%، أما حزب الشعوب الديمقراطي الكردي فقد حصل على 13% مما يعني تخطيه العتبة الانتخابية التي تؤهله لدخول البرلمان التركي ليكون أول حزب كردي يدخل البرلمان في تاريخ البلاد. وفي هذا الإطار أكد رئيس اللجنة العليا للانتخابات في تركيا سعدي كوفان تخطي هذه الأحزاب الأربعة من أصل 20 حزبا تنافسوا في الانتخابات التشريعية الأحد الحاجز الانتخابي لدخول البرلمان (10% من أصوات الناخبين). وقال كوفان في تصريح صحفي مساء أمس في أنقرة إن "عملية الاقتراع انتهت خارج البلاد وداخلها، وجرى فرز القسم الأكبر من الأصوات"، لافتا إلى أن "الإعلان عن النتائج النهائية سيكون بعد انقضاء فترة تقديم الاعتراضات، في غضون 11-12 يوما". حكومة ائتلافية وفور إعلان النتائج الأولية خرج أنصار حزب الشعوب الديمقراطي إلى الشوارع في ديار بكر -التي تقطنها أغلبية كردية جنوب شرقي تركيا- للاحتفال، وقال مراسل الجزيرة أحمد الزاويتي إن مناصري الحزب تفاجؤوا بالنتائج، فبعد أن كانوا يأملون في تجاوز عتبة 10% التي تؤهلهم لدخول البرلمان، بات الحزب قريبا من دخول البرلمان بنحو 80 مقعدا. ونقلت رويترز عن زعيم الحزب صلاح الدين ديمرتاش قوله إن الحزب لن يتحالف مع حزب العدالة والتنمية لتشكيل حكومة ائتلافية، واعتبر أن نتيجة الانتخابات في تركيا وضعت حدا للنقاش بخصوص النظام الرئاسي. من جهته دعا زعيم حزب الحركة القومية دولت بهجلي إلى إجراء انتخابات جديدة إذا لم يستطع حزب العدالة والتنمية الحاكم الاتفاق على ائتلاف مع حزبين معارضين آخرين في البرلمان. ويُنظر إلى حزب الحركة القومية على أنه الشريك الأصغر المحتمل في حكومة ائتلافية مع حزب العدالة والتنمية. ولكن بهجلي استبعد ذلك تقريبا قائلا إنه يجب بحث خيارات أخرى أولا، وأوضح أن "الاحتمال الأول بالنسبة لتشكيل ائتلاف يجب أن يكون بين حزب العدالة والتنمية وحزب الشعوب الديمقراطي (المؤيد للأكراد). والنموذج الثاني يمكن أن يتألف من حزب العدالة والتنمية وحزب الشعب الجمهوري وحزب الشعوب الديمقراطي. وشدد على أنه في حال فشل كل هذه السيناريوهات، يجب حينئذ إجراء انتخابات مبكرة. بدوره اعتبر رئيس حزب الشعب الجمهوري مراد كارايالجين أن نتائج الانتخابات تعبر عن رفض واضح من الناخبين لمسعى الرئيس رجب طيب أردوغان لنيل صلاحيات واسعة والتحول باتجاه نظام رئاسي تنفيذي. في المقابل قال رئيس الوزراء أحمد داود أوغلو إن حزب العدالة والتنمية هو الفائز الواضح في الانتخابات، وتعهد باتخاذ كل الإجراءات الضرورية لمنع أي ضرر يلحق بالاستقرار السياسي للبلاد. وأضاف داود أوغلو للصحفيين من شرفة مقر الحزب في أنقرة "يجب على الجميع أن يفهم أن حزب العدالة والتنمية هو الفائز وأنه زعيم هذه الانتخابات.. يجب ألا يحاول أحد بناء انتصار من انتخابات خسرها".