✒هل تفقدّت سماء علاقاتك هذا المساء!؟ سماء بعضُ العلاقات مُلبدة بالغيوم! لكنها غيوم يتيمة لا تحمل رياحًا تختصر المسافات ، ولا مطرًا ينعش الروح ! غيومُ التوترات،والإنشغال،والأفكار الشاردة والواردة! تطيل غيومك المكوث أكثر من فصل الشتاء! لكنها لا تمطر ولا تُظل! قاع النفس في ظل هذه السحب تعاني الجفاف! قد شحّ الشعور! وتباعدت القلوب ! حتى احتضرت بعض العلاقات بعد ميلادها مباشرةً! رغم سيادة العولمة وبرامج التواصل، إلا أن طيور الأبابيل تحلّقُ فوق الرؤوس والقلوب ترمي بحجارة سوء الظن على من تمرُّ عليه،ولا ينجو منها إلا من رُزق شيئًا من نعيم الجنّة وهو : سلامة الصدر! لقد قتلنا خصوصيتنا عمدًا أمام الملأ عندما أصبحت أحداث حياتنا الخاصة والعامة كملابس تُعلّقُ على حبال البرامج اليومية ! مقطع سنابي عابر ،أو رسالة غابت فيها لغة الجسد! كفيلة أن توغّر الصدور فتلهبها لتحترق جذور الوصل المتبقيّة. بنينا ببقايا تلك الجذور جسورًا قوية للتواصل عبر برامج التواصل المتنوعة مع الغرباء ! ووضعنا حواجز سيرٍ في طرق التواصل مع الأقرباء! وأصبحنا أسرى لأفكارنا الداخلية دون إمهال فرصة لحسن الظن،أو التماس العذر! أصبحنا مجرد اسماء في أجهزة بعضنا لبعض! لا نفتقد قريب ولا نتفقّد البعيد! ننتظر عزاءً أو فرحًا لنذهب مؤدين لا محبيّن! وعندما يبادر صاحب النية البيضاء تُحسب مبادرة مصلحة ولا تؤخذ على محامل الوصل والحب ! افتقدنا النقاء،افتقدنا الضحكة العميقة،والعفوية! فافتقدنا حلاوة أيامنا التي أصبحت تشبه بعضها! النهار هو النهار لم يتغيّر! والليل بسواده لم يتبدّل لونه! الشمس تشرق صباحًا والمساء موعد غروبها! والقمر ينير ،والأرض هي الأرض والسماء لازالت تظلنا ! أنت يا سيدي من تغيرت وغيّرت وأثرّت وتأثرت! أصبحت تدندن بمقولة ( اعتزل ما يؤذيك) فاعتزلت الخلق وانغمست في الجمادات! نحنُ لم نخلق للعزلة،ولا للبعد،ولا لنعيش في طيات أنفسنا فقط. خُلقنا لنتواصى ونتواصل،نؤثِّر ونتأثّر لنسمو ونتغير! نحنُ لسنا أشباحًا لننزوي في كهوف الإنطواء بحجة إتقاء الأذى! ولو كنّا كذلك لما خلق الله الصبر والأجر. نحنُ أرواحٌ نحتاجُ أن نشعر ببعضنا،ومهما اختلفنا نحتاج أن نمتزجَ بغيرنا؛لنتآلف ونزهر وتزهر الأماكن معنا! نقّوا صدوركم ! تفقدّوا أحبابكم ! لا تفلتوا أيديكم من بعض ! جددوا وتيرة تواصلكم بالحب وسلامة الصدر! استمتعوا بالعمر ! لأن الأقدار حين تحلّ لا تستأذن أحدًا ! والمقابر لن تُفتح فوهاتها لمشتاق أوشك قلبه أن يتمزّق. الكاتبة : مها محمد البقمي