نشرت وول ستريت جورنال دراسة جديدة تؤكد أن الصراخ بالأولاد يوازي ضربهم في الضرر ويعطي نتائج عكسية بتسببه باضطرابات عديدة تزيد من السلوكيات السلبية. وأفادت الدراسة أن صراخ الأهل بأبنائهم وبناتهم يوازي في ضرره ضربهم . ويتسبب توبيخ الفتيان والفتيات على سوء سلوكهم نفس المشاكل التي يتسبب بها الضرب مثل زيادة احتمالات إصابتهم بالاكتئاب والسلوك العدواني حتى لو كانت العلاقة جيدة تماما بين الأهل والأولاد. فإهانة الأولاد والصراخ بهم وشتمهم بعبارات مثل "غبي" و"كسول" تحدث ضررا بالغا في نفوس الأطفال وفقا لدراسة خلصت إلى هذه النتائج في جامعتي بيترسبرغ وميتشيجان ونشرها موقع صحيفة تطور الصغار journal Child Development . ورغم أن الضرب لم يعد مقبولا اجتماعيا في العديد من مدن الولاياتالمتحدة إلا أن الصراخ لا يحمل معه أي تبعات بل بقي مقبولا اجتماعيا كما أن الدراسة وجدت أن الصراخ يجعل الصغار غير قادرين على الإصغاء لما يقوله الأهل بحسب الدراسة. ويشير مينغ تي وانغ بروفسور مساعد في قسم التربية في جامعة بيترسبرغ والذي ساهم في الدراسة، بالقول: " لا يساعد الصراخ في تصحيح مشاكل سلوك المراهقين، بل على العكس يجعل من سلوكهم أكثر سوءا". وينصح بروفسور مساعد في مركز لانجون الطبي في نيويورك باعتماد سحب الامتيازات منهم مثل حصر ساعات مشاهدة التلفزيون لضبط سلوكهم. ويؤكد على ضرورة عدم المبالغة في توبيخهم وإهانتهم لفظيا لدى فرض تلك العقوبة، ويقول:" حين تتلقى تصويبا من شخص تحترمه وتعجب به فإنك تشعر بمسؤولية أكبر عن سلوكك، واعتماد أي تصرف بإهانة المراهقين يلغي أي سلطة للوالدين لديهم". تتبعت الدراسة قرابة ألف عائلة (976 تحديدا) ممن لديهم أولاد تتراوح أعمارهم بين 13 و14، ووجد الباحثون بسؤال الأولاد عدة أسئلة عن مشاكل سلوكهم وأعراض الاكتئاب ودفء العلاقة مع الأهل والوالدين، وأكمل الوالدين استبيان لقياس طريقة فرض الانضباط بأسلوب لفظي جارح. وتشير 45% من الأمهات و42% من الآباء في الدراسة أنه عندما كان أولادهم في الثالثة عشر، كانوا يستخدمون التوبيخ اللفظي الجارح مع أولادهم ، وتبين أن هؤلاء الأولاد واجهوا زيادة في مشاكل سلوكية في السنة التالية بما فيها الاقتتال مع رفاقهم ومتاعب في الدراسة والكذب على والديهم فضلا عن أعراض اكتئاب. وتماثلت هذه النتيجة مع حالات تعرض الفتيان والفتيات لعنف جسدي بغض النظر عن حسن أو سوء العلاقة بين الأولاد وأهلهم. وأدت مشاكل سلوكيات الأولاد إلى زيادة أهلهم من استخدام التأنيب اللفظي الجارح مما جعل الأمر أشبه بدائرة مفرغة يتصاعد فيها الضرر في السلوكيات السلبية مع زيادة التوبيخ بحسب الدراسة. ويفسر وانغ المفعول السام للصراخ بالأولاد بأن مرحلة المراهقة هي مرحلة بالغة الحساسية عندما يحاول الفتيان والفتيات تطوي هويتهم الذاتية ولدى الصراخ بهم فإن ذلك يضر بصورتهم الذاتية ويجعلهم يشعرون بالعجز وأنهم بلا قيمة ولا فائدة.