تراعي أساليب التربية الحديثة للأطفال البحث دائماً عن أفضل الحلول السليمة لمعالجة بعض السلوكيات الخاطئة، خاصة التي تصدر منهم مع بداية حياتهم، وعادة ما تكون بغير قصد منهم، ولكنها تضع الوالدين في موقف محرج، قد يتسبب في حدوث ردة فعل سريعة لتأديبه؛ بأسلوب يدفع ببراءة الطفل للوقوف على هاوية السقوط في أمراض نفسية تؤثر على شخصيته في الكبر، وكثيراً ما نشاهد في محيطنا أو في الأماكن العامة أحد الوالدين وهو ينهر طفله الصغير بصوت عالٍ، ويتلفظ عليه بعبارات قاسية تسبب له الحرج، وتعرضه للسخرية أمام الآخرين، وتحديداً الأطفال ممن هم في مرحلته العمرية. معاملة الابن بقسوة تخلق لديه الرغبة في الانتقام من والده يوماً ما قتل التربية ويوّلد ضرب الطفل كراهيةً تجاه من ضربه؛ ما يقتل المشاعر الإيجابية المفترض أن تجمع بينهما وتقربهما من بعض، ويجعل العلاقة بين الطفل وضاربه علاقة خوف لا احترام وتقدير، إلى جانب أنّه ينشئ أبناء انقياديين لكل من يملك سلطة وصلاحيات أو يكبرهم سناً أو أكثرهم قوة، وهذا الانقياد يضعف الشخصية لدى الأبناء، ويجعلهم شخصية أسهل للطاعة العمياء، لا سيما عند الكبر مع رفقاء السوء، كما يقتل التربية المستندة على الاقتناع وبناء المعايير الضرورية لفهم الأمور، والتمييز بين الخطأ والصواب والحق والباطل، ويلغي الحوار، والأخذ، والعطاء في الحديث والمناقشة بين الكبار والصغار، ويضيع فرص التفاهم وفهم الأطفال ودوافع سلوكهم، ونفسياتهم، وحاجاتهم، كما يفقر الضرب الطفل ويحرمه من حاجاته النفسية للقبول، والطمأنينة، والمحبة، ويعطيه أنموذجاً سيئاً للأبناء ويحرمهم من عملية الاقتداء، ويزيد حدة العناء عند غالبية الأطفال، ويجعل منهم عدوانيين، وقد يضعف الطفل ويحطم شعورهم المعنوي بقيمته الذاتية؛ فيجعل منه منطوياً على ذاته خجولاً لا يقدر على التأقلم والتكيف مع الحياة الاجتماعية، كما يبعده عن تعلم المهارات الحياتية من «فهم الذات»، و»ثقة بالنفس»، و»طموح»، و»بحث عن النجاح»، ويجعل منه إنساناً عاجزاً عن اكتساب المهارات الإجتماعية، فيصعب عليه التعامل مع الآخرين أطفالاً كانوا أم كباراً. العنف تجاه الطفل يترك انطباعاً أسوأ من المشكلة دافع داخلي ويعتبر اللجوء إلى الضرب هو لجوء لأدنى المهارات التربوية وأقلها نجاحاً، حيث يعالج ظاهر السلوك ويغفل أصله، ولذلك فنتائج الضرب عادةً ما تكون مؤقتة ولا تدوم عبر الأيام، فهو لا يصحح الأفكار، ولا يجعل السلوك مستقيماً، بل يقوي دوافع السلوك الخارجية على حساب الدافع الداخلي الذي هو الأهم دينياً، ونفسياً، فهو يبعد عن الإخلاص ويقرب من الرياء، والخوف من الناس، فيجعل الطفل يترك العمل خوفاً من العقاب، ويفعله بالعمل من أجل الكبار، وكلاهما انحراف عند دوافع السلوك السوي الذي ينبغي أن يكون نابعاً من داخل الطفل اقتناعاً، وحباً، وإخلاصاً، وطموحاً، وطمعا في النجاح وتحقيق الأهداف، وخوفاً من الخسارة الذاتية، وقد يدفع الضرب الطفل إلى الجرأة على الأب والتصريح بمخالفته والإصرار على الخطأ. الخلافات تترك أثراً سلبياً على الطفل وتشعره بالاكتئاب رضا الوالدين وقال «د.خالد باحاذق» -استشاري أسري وخبير نفسي-»يمر الأطفال بمراحل متعددة في حياتهم يحتاجون فيها إلى الكثير من المشاعر الجياشة، بما يوازي الحب الذي يحتاجوه في بقية حياتهم، وبعد سن البلوغ يحتاجون أكثر، وفي سن (18) سنة تزيد الحاجة، إلاّ أنّ الابن قد يستقيها في بقية حياته، وهذا يعني أنّ الأطفال في أمس الحاجة للحب من الوالدين حتى أثناء أخطائهم، وعادةً ما نلاحظ أنّ الطفل عندما يحبو قبل مرحلة اعتماده على المشي نجده أنّه قبل وصوله للشيء الذي يريد الإمساك به ينظرإالى والديه، فإذا وجد التشجيع منهم ذهب وبكل ثقة»، مبيّناً أنّ الطفل أكثر إرضاءً لوالديه في مرحلة الطفولة منه في مرحلة الكبر، وجل سلوكياته في الطفولة همها الأساسي الحصول على الانتباه من الوالدين، فإذا كان الإنتباه ايجابياً زاده ذلك دعماً، وتشجيعاً، وثقةً، وحدوث الأخطاء عادة تتم نتيجة حتمية لعدم المعرفة، ولذلك يجب أن يكون الوالدان أصدقاء للطفل، مشيراً إلى أنّ الطفل وحتى سن (11) لا يعرف الكذب، ولكن عندما يحدث هذا السلوك منه فهو عبارة عن آلية دفاعية في نفسه خوفاً من عاقبة الخطأ. ضرب الطفل أمام الآخرين يترك أثراً على سلوكه تعبير عن المشاعر وأضاف: «أحياناً ينسى الأطفال إذا كبروا العقوبة التي تعرضوا لها، ولكن تظهر كردود فعل أخرى كآثار جانبية من هذة العقوبة ومنها العقوبة اللفظية، والبدنية، والتي تصنف كعنف يظهر في فترة لاحقة من العمر بما يسمي (رهاب الاجتماعي)، وهذا يظهر في مرحلة الكبر، وقد يتطور إلى درجة أنّ الطفل عندما يكبر لا يستطيع التعبير عن مشاعره مع أبنائه وزوجته، وذلك نتيجة انتقاص الوالدين له في الصغر، وبعضهم يصاب ب(التأتأة)؛ نتيجة العنف اللفظي في محاولة ارغام الطفل، وتحتاج للعلاج لإعادته للكلام الطبيعي، كما أنّ مقارنة الصغار برفاقهم أو توبيخهم أمامهم تحدث لديهم نقمة تجاه والديهم وأصدقائهم»، مطالباً بعدم إهانة الطفل مهما حصل منه، بل يجب أن يغدق عليه الحب لأنّ الإهانة ستجعله يكبر ضعيف الشخصية، وستترك داخله أعراض جانبية في المستقبل؛ مما يعيق قدرته على الدراسة والعطاء، لذلك تربيتهم يجب أن تكون بالحب، فالأولاد يحتاجون الحب بدرجة كبيرة، وعندما يكبرون تقل المواقف المزعجة في فترة البلوغ نتيجة الحب الذي وجدوه، وسيعتبر الطفل والديه أصدقاءً له ويخجل من فعل الأمور التي تزعجهم. زرع القيم وأشار إلى رفضه بشدة لفظ العقوبة تجاه تصرفات الأطفال الخاطئة؛ لأنّها تعني تصيد الأخطاء واستبدال العقوبة بالحسنات وتصيد السلوكيات الطيبة، مع ضرورة استخدام الوسيلة الوقائية في زرع القيم والمبادئ وكيفية التعامل مع الآخرين، موضحاً أنّه إذا وقعوا في الخطأ يجب أن نستوعب أسباب وقوعهم فيه وكيفية تفاديه مستقبلا بعلاقة حب، معتبراً استشهاد البعض بالعقوبة في الضرب للصلاة لسن عشر سنوات أساءة فهم للحديث، فالضرب ليس الإيذاء بقدر ما هو لمسة انتباه، كما أنّ العقوبة يجب أن تكون في حالة استثنائية، والتي يجب ألا تكون إلا مع البالغين إذا تجاوزوا الحدود ووفق اشتراطات معينة. حب ضائع وأضاف أنّ الأخطاء لابد أن تحدث، لأنّهم في بداية التجربة ولكن الشيء الحقيقي الذي اكتشف لدى الأطفال هو وجود هيكلية البناء، فإذا زُرعت القواعد الأساسية تظل لديهم هذه الهيكلية المستقاة من الوالدين، فالعنف الأسري الذي يحدث هو في الأصل عنف عاشه الطفل بين الوالدين أو منهم معاً، فإذا كانت بيئته بيئة معنفة فسيتوارثها الأبناء دون شك، مشدداً على ضرورة وجود حوار مع الأطفال لأنّه مهم، ومطلب، ويجب أن تستمد أصوال التربية الحديثة من القدوة الحسنة سيدنا محمد -صلى الله عليه والسلام- والتربية عن طريق العقوبات يجب ايقافها، سواءً من الوالدين أو من أي جهة أخرى، مقدماً نصائح للوالدين تضمنت أهمية تمسكهما بالمبادئ بمعنى أن لا ينهى الأب عن عمل وينفذه، مع إضفاء كلمات المدح على مسامع الأطفال لسلوكياتهم، وإشعارهم بالاهتمام، فالأطفال يقتدون بالأب، ولذلك يجب أن يحبهم أهاليهم حتى لا يبحثوا عن الحب الضائع منهم في الشارع. *يصبح عدوانياً «منتقماً» ومعزولاً عن أصدقائه خوفاً من أن يعيروه..! التعنيف يقود الطفل ليكون منعزلاً عن الآخرين قال «د.نزار الصالح» -أمين عام المركز الوطني لأبحاث الشباب- إن التربية مرحلة مستمرة ينشأ فيها الطفل على التعاليم والقيم والعادت، مشيراً إلى أن التعامل مع الأطفال في بداية حياتهم مثل «صفحة بيضاء»؛ كلما بذلنا جهداً أكبر لرعايتهم نفسياً واجتماعياً كلما كانوا أفضل في حياتهم المستقبلية، فإذا مرّت الست سنوات الأولى من حياتهم بطريقة وعناية وتربية جيدة، فذلك يعني أننا وفرنا لهم دخول مراحل حياتهم القادمة بطريقة آمنة وبعيدة عن المشكلات النفسية، خاصةً مرحلة المراهقة، مبيّناً أنّ بعض الآباء يعتقد أنّ التربية هي الاهتمام بالجانب الصحي مثل التطعيمات، والعلاج، والبعض الآخر يعتقد أنّ الاهتمام بالغذاء من أجل تحسين حالته الجسمانية، ومنهم من يذهب لأبعد من ذلك ويشمل التغذية، والعلاج، والجانب التربوي. وأضاف أنّ الأبناء يعشقون التقليد، ولذلك يمارس الأطفال ذلك، محذراً من التأديب أمام الآخرين؛ فالطفل حساس في هذا الجانب، وإذا أثنيت عليه أمام الأخرين فذلك يجعل الصدى مضاعفاً، ويسعد الأبناء بالفرح، حيث يعد هذا الثناء مكافأة لسلوكه في البيت وتعزيزاً لتصرفاته، أمّا إذا وبخ بصرامة أمام الآخرين ينعكس ذلك سلباً على الطفل؛ مما يجعله منطوياً ومنعزلاً عن الآخرين، ومن الممكن أن يتحول لطفل عدوانيا، ويكسر كل شيء حوله، ويصبح عصبياً، ويزيد الأمر سوءاً إذا كان التوبيخ أمام أطفال في نفس مرحلته العمرية، فالأطفال يوبخونه بما قال والداه، وتصبح وصمة في شخصيته يصعب خروجه من دائرتها، وبالتالي يصبح يتعامل بشكل عصبي مع الآخرين. د.نزار الصالح وأشار إلى أنّ الطفل يسجل ويحلل كل ما يدور حوله؛ فالبيئة إذا كانت تربوية ومشجعة يتعامل معها بشكل صحيح، وتزيد لديه الثقة بالنفس والشعور بالراحة النفسية، وإذا كان العكس يعتقد أنّ الآخرين يكرهونه ويبحث عن تصرفات يعتقد أنّها مناسبة، وتثير الآخرين من أجل الحصول على اهتمامهم، فيبدأ في المشاكسة، والعناد، وجميعها نتاج لأسلوب التربية، مطالباً أولياء الأمور أن يحافظوا على تصرفاتهم بمعدلها الطبيعي، مبيّناً أنّ السيرة النبوية مليئة بالقصص التي توضح كيف كان يتعامل الرسول -صلى الله عليه وسلم- مع الطفولة بمعني الطفولة، فقد كان يعطيهم الحب، والحنان، والثقة بالنفس، وكان لا يوبخ أصلاً، وقد كان القدوة الصالحة لهم، في حين أنّ الآباء الآن يعلمون أبناءهم العنف والقسوة وعدم الاحترام من دون أن يشعروا، وذلك من خلال تصرفاتهم، حيث يعمد أبناؤهم إلى تقليد ومحاكات البيئة الأسرية التي يعيشون فيها. *«عقدة» تربيتك القاسية لا تنقلها إلى أطفالك..! تعنيف الطفل يجعله انطوائياً ويهرب من أقرانه قال «د.علي زائري» -استشاري الطب النفسي- «الطفل الذي يتعرض للتوبيخ أمام الآخرين لن يستوعب رسالة الوالدين التي تعني تربيته، بل يراها إهانة ونوعا من التشهير، ويكون رفضه للعقاب عنيفا، وينتج عنها عدم الثقة بالنفس، ويشعر أنّه موسوم بما نعته به والده، ويصبح أيضاً خائفاً من الناس ومن المكان الذي تم عقابه فيه، وعادة ما نسمع أشخاصا لا يفضلون الذهاب إلى مدينتهم بعد أن تركوها للعمل أو الدراسة كونها تذكرهم بمواقف مؤلمة؛ بسبب العقاب الذي تعرضوا له في صغرهم، بالإضافة إلى أنّ ذلك يؤدي لفقدان الطفل الثقة بالنفس، وشعوره بالاكتئاب، والحزن، وعدم البهجة بالحياة». د.علي زائري وأضاف أنّ مصدر الثقة بالنفس الوالدين، وإذا كانت علاقة الوالدين بالأبناء غير سوية يتكون لديهم شعور باحتقار الذات؛ لأنّ الطفل يتقبل اللقب الذي يطلقه عليه والداه، ونتيجةً لذلك نجد أطفالا فشلوا في حياتهم؛ بسبب تعزيز وصمة الفشل له من قبل والديه، معتبراً أنّ أفضل أنواع العقاب يكمن في تعديل سلوك الأبناء، سواء الإيجابي؛ وذلك بمكافأته على السلوك الجيد وتقديم هدية، أو السلوك السلبي والأفضل بعدم ضربه، بل بحرمانه من أشياء يحبها ويفضلها. وأشار إلى أهمية أن يحذر الوالدان من مغبة ضياع الأطفال عندما يكبرون بالوقوع في إدمان المخدرات، وذلك كنوع من الانتقام من التأديب القاسي، حيث أنّ غالبية من يتعرضون لهذا النوع من التربية يصبحون أشخاصاً غير أسوياء في المجتمع، وقد يكونون أباء وأمهات قاسين مع أطفالهم، يستشهدون بما تربوا عليه في الصغر، ويتوقعون دائماً أنّ تربيتهم العنيفة هي الأسلوب الصحيح، مشدداً على أنّ العقاب الجسدي كالحرق، والضرب، أقسي أنواع العقاب يليه العقاب اللفظي، وذلك بإطلاق بعض الألقاب المشينة كوصفه بالحيوان أو الجبان!. *«الندم» لا يكفي لمصالحة طفلك..تعهد أن تهدأ مستقبلاً امتلأت عيني «نواف» بالدموع تعبيراً عن الألم الكبير الذي تسبب له والده عندما عاقبه بحرق يديه؛ لأنّه مد يديه من دون استئذان إلى جيبه وأخذ «ريالين»؛ لشراء حلوى من بائع متجول كان يسير بجانب الحي الذي يسكن فيه، وعلى الرغم من توسلات «نواف» ووعده لوالده بعدم تكرار ذلك، إلاّ أنّها لم تجد طريقاً إلى قلب الأب القاسي الذي طلب من إخوته الباقين مناداته بلقب «الحرامي»!!. والد «نيفين» لم يكن بعيداً عن «أبو نواف»، حيث كان ضربه لابنته الصغيرة مستمراً؛ متعذراً بأسلوب التربية الذي رباه عليه والداه؛ حين قررت «نيفين» أن تعبّر عن شكرها لوالدها الذي اشترى لها غرفة نوم جديدة اختارت كتابة رسالة حب على الجدران؛ لتثور ثورة الأب المربي!، ويأخذ عصا كانت بالقرب منه ويهوي بها على رأس ابنته، لتتعرض إلى نزيف حاد استدعى تنويمها في المستشفى لأيام؛ ليعود والدها لزيارتها وهو نادم ومتألم، طالباً منها السماح والعفو، بعد أن أعاد قراءة كلماتها المتكسرة القصيرة على الجدار الذي تلطخ بدمائها؛ «شكرا بابا على غرفة النوم»!. وقال «د.مشبب القحطاني» -أستاذ علم الاجتماع-: «نتذكر بعض الحكم العامية التي تطالب الأب أنّه إذا كبر الابن على الأب أن يصادقه، وقد قال علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- (أدبوا أولادكم لعصر غير عصركم)، والكل يعترف أنّ هناك تحولات ثقافية، ومادية، ومعنوية، في حياتنا ولكن هل هذا يرتبط بالطريقة التي نتعامل فيها مع أبنائنا؟، إذ لابد أن نعي أنّ التنشئة أمر مكتسب وليس فطريا، ونستلهم بالتجربة والخبرة كيف نتعامل مع أبنائنا، وحان الوقت لأن تقدم وسائل الأعلام للآباء الطرق الناجعة والسليمة للتربية، مع مراجعة أساليبهم وتطويرها من أجل أن يصبحوا قادرين على مواجهة الحياة وهم اقوياء». وأضاف انّ الأب الذي يلوم ابنه أمام الناس نفترض فيه حسن النية إذا كان إنساناً سوياً، وربما يستمر الوالد في العنف إلى ما لا نهاية؛ نتيجة تربيته القاسية منذ الصغر، وأحياناً يراجع الأب حساباته ويتأثر، ويستقيم، وقد يبادر بالاعتذار، وتعويضه نفسياً، وتقديم الهدايا، وقضاء وقت طويل معه؛ لمحاولة محو الصور السلبية، وذلك نتيجة تعرض الطفل لإصابة عميقة جسدية أو مرض نفسي؛ بسبب العنف اللفظي أو الجسدي، مشدداً على أهمية أن يحتاط الأب فلا يتمادى في تدليل الطفل بشكل قد يؤثر على سلوكه. وأشار إلى أنّ بعض ردود فعل الأبناء على أسلوب التربية قد يغيّر مسار الأب بشكل كبير، فمنهم من يتحول إلى أب مثالي؛ بسبب أنّه راجع نفسه واكتشف أنّه كان مخطئاً، ولولا عناية الله كاد أن يفقد طفله، ومنهم من يشعر بالندم ويعاهد طفله ونفسه بعدم العودة إلى عقابه بقسوة، ونوع آخر من الآباء لا تتبدل معاملته من شدة قسوة قلبه، بل يزيد كلما زادت قوة ابنه واشتد عوده، ويبرر ذلك أنّه كان يلقى أشد من هذه القسوة في تربية والديه له.