قالت حركة المقاومة الإسلامية حماس إنها غير معنية بتصعيد الأوضاع مع قوات الأمن المصرية على الحدود بين مصر وقطاع غزة ، ودعت حماس إلى تهدئة الأوضاع ووقف الحملات الإعلامية المصرية ضدها. يأتي هذا بعد مقتل جندي مصري إثر إصابته بطلق ناري في مواجهات عنيفة بين قوات الأمن المصرية ومتظاهرين على جانبي الحدود بين مصر وقطاع غزة. وقالت مصادر أمنية مصرية إن الجندي أحمد شعبان (21 سنة) أصيب بطلق ناري جاء من الشطر الفلسطيني لمدينة رفح الحدودية وتم نقله الى المستشفى في رفح حيث فارق الحياه فور وصوله. وأضافت المصادر المصرية أن تسعة جنود آخرين اصيبوا بجروح طفيفة نتيجة القاء متظاهرين فلسطينيين الحجارة عليهم. وأعلنت مصادر طبية في غزة أن خمسة فلسطينيين أصيبوا بجراح خطيرة أثناء التظاهرة برصاص الأمن المصري كما أصيب 15 آخرون نتيجة الضرب والغاز المسيل للدموع وتم نقلهم إلى مستشفى أبو يوسف النجار برفح. وأضافت المصادر نفسها أن عشرين فلسطينيا اخرين أصيبوا بجروح طفيفة تمت معالجتها ميدانيا. وأدان حسام زكي المتحدث باسم الخارجية المصرية بشدة الحادث وقال في اتصال مع بي بي سي العربية إنه \"أمر مشين لكل فلسطيين وكل من هو مقيم في قطاع غزة وكل من يدعي سيطرته على القطاع\". ومضى زكي قائلا إن \"الجانب المصري يصون حدوده ويتلزم بضبط النفس و ليس هناك أكثر من أن يقتل جندي ونلتزم ضبط النفس\".وأضاف أنه لابد أن \"يراعي الفلسطينيون ذلك ويتفهموا ذلك الأمر\". وردا على سؤال بي بي سي بشأن المواجهات التي جرت الليلة الماضية مع ناشطي قافلة شريان الحياة في ميناء العريش أكد المتحدث أن الأمن المصري لم يلجأ إلى القوة المفرطة حتى الآن و\"التزم ضبط النفس أمام استفزازات لاحد لها\" أما حماس فقد أدانت بشدة مقتل الجندي وطالبت وزارة الداخلية في الحكومة المقالة بقطاع غزة بإجراء تحقيق لكشف أسباب مقتله. وكانت حركة حماس قد دعت أنصارها إلى التظاهر أمام بوابة صلاح الدين الفاصلة بين قطاع غزة ومصر احتجاجاً على منع عبور قافلة شريان الحياة إلى القطاع. وقد زادت حدة التوتر بعد أن بدأ المتظاهرون رشق قوات الأمن بالحجارة. وقال مراسلنا إن قوات الامن الفلسطينية أطلقت النار في الهواء في محاولة لتفريق المتظاهرين الذين يرشقون الحجارة على الجنود المصريين.ونشرت حكومة حماس المقالة في قطاع غزة المزيد من التعزيزات للسيطرة على الموقف. ووجهت قوات حماس نداءات للمتظاهرين الفلسطينيين عبر مكبرات الصوت لإخلاء المنطقة والتوقف عن إلقاء الحجارة والزجاجات الحارقة على القوات المصرية. وعلى الجانب الآخر من الحدود دفعت مصر بتعزيزات وسيارات مزودة بخراطيم مياه عند بوابة صلاح الدين. وقال مراسلنا إن القوات المصرية فتحت خراطيم المياه لتفريق بعض الشبان الفلسطينيين الذين تمكنوا من اجتياز البوابة الحدودية بينما دفعت السلطات المصرية بمدرعات للسيطرة على الموقف. شريان الحياة من جهة أخرى دخلت قافلة \"شريان الحياة 3\" إلى قطاع غزة عبر معبر رفح بعد الافراج عن المعتقلين الستة لدى قوات الامن وقبول الشرط المصري لدخول الشاحنات بوساطة تركية. وقال موفد بي بي سي عبد البصير حسن إنه تمت الاستجابة لشرط مصر عبور 140 شاحنة من اجمالي 200 على أن تظل بقية الشاحنات في ميناء العريش تمهيدا لعودتها مرة أخرى. وثار غضب المتظاهرين بعد قرار السلطات المصرية عدم السماح سوى ل 139 مركبة فقط في القافلة بعبور القطاع عن طريق معبر رفح الذي يبعد 45 كيلومترا عن مدينة العريش. وقالت مصادر أمنية ان مصر طلبت دخول باقي السيارات وبينها سيارات ركوب وسيارتان للبث التلفزيوني المباشر وسيارة تحمل مولدا كهربائيا من معبر العوجة الذي تسيطر عليه اسرائيل من الجهة الاخرى. يذكر أن أفراد القافلة من 13 دولة منها تركيا التي حاولت حكومتها التوسط بين الناشطين والحكومة المصرية لحل الخلافات العديدة التي نشأت أثناء الرحلة بينهما. كانت القافلة التي تتألف من نحو 200 مركبة وتحمل أغذية ومواد إغاثة قد وصلت إلى ميناء العريش الواقع على البحر الأبيض المتوسط يوم الاثنين بعد خلاف مع القاهرة حول الطريق التي يجب أن تسلكه لإيصال المساعدات لغزة. وتتهم الحكومة المصرية منظمي القافلة بأنهم يحاولون إحراجها بعد رفضها فتح المعبر بينها وبين غزة بشكل دائم عقب سيطرة حركة حماس على القطاع قبل عامين. وهذه هي القافلة الثالثة التي ينظمها جالاوي المؤيد للقضايا العربية والفلسطينية بشكل خاص إلى القطاع لرفع الحصار عنه. ويسعى منظمو قوافل شريان الحياة إلى كسر الحصار عن القطاع الذي تعرض لدمار شديد في الحرب التي شنتها إسرائيل عليه العام الماضي والتي قتل فيها نحو 1400 فلسطيني معظمهم من المدنيين.