تعد صحيفة \"التايمز\" اللندنية تقريراً تحت عنوان \" إطالة اسم الدوماين يمكن أن يزيد من نطاق الجريمة الإلكترونية\"، وتنقل فيه عن خبراء أمنيين قولهم إن إدخال عناوين إنترنت في نصوص غير رومانية يمكن أن يوفر فرصا ً جديدة لمجرمي الانترنت كي يزاولوا أنشطتهم غير الأخلاقية عبر الشبكة العنكبوتية. وتشير الصحيفة هنا إلى أن مؤسسة العناوين والأسماء المعتمدة للإنترنت \"إيكان\" ستقوم اعتبارا ً من العام 2010 - ولأول مرة - بقبول أسماء خاصة بمواقع على الإنترنت في صورة نصوص غير رومانية، وهو ما جعل الصحيفة تحذر من أن أسماء النطاق الدولية الجديدة سوف تفتح الانترنت بصورة غير مسبوقة أمام المستخدمين الذين لا يستخدمون في لغتهم الأم الأبجدية الرومانية، بينما سيواجه المستخدمون الذين يقرأون اللغة الرومانية طوفانا ً محتملا ً من هجمات النصب والاحتيال عبر البريد الإلكتروني. وفي حديث له مع الصحيفة، قال سيمون بينيت، محامي حقوق الملكية الفكرية لدى مكتب محاماة أرنولد وبورتر :\" بعد أن توافرت الآن إمكانية إدخال عناوين إنترنت في نصوص باللغات السيريلية والكورية والعربية والصينية والكورية واليابانية، بات هناك تهديدا ً بأن يصبح الأمر مثل حيوان الهيدرا الأسطوري ذو الرؤوس الثلاثة. فإن قمت بقطع أحد الرؤوس، تجد رأسا ً أخرى تنمو مكانها\". وتشير الصحيفة في غضون ذلك أيضا ً إلى أن المشكلة التي يواجهها المستخدمون الغربيون هي أن عناوين الإنترنت الخاصة بعدد كبير من الشركات المعروفة، مثل (آبل وياهو وغوغل وبايبال )، يمكن إرجاعها أيضا ً لتبدو متطابقة في النصوص السيريلية، مثل الروسية. وتوضح الصحيفة ذلك بقولها إنه في الوقت الذي قد تبدو فيه الرسالة البريدية المتضمنة على رابط يؤدي لأي من تلك المواقع على أنها رسالة حقيقية بالنسبة للمستخدم القارئ للرومانية، يقرأ المستخدم صاحب اللغة الروسية كلمة \"paypal\"، على سبيل المثال، على أنها \"rural\". وهو ما يعني أنه قد يتم استخدام رابط أحد الرسائل البريدية في اقتياد المستخدمين إلى مواقع مستنسخة قامت بإنشائها مجموعة من اللصوص معدومي الضمير، الذين قد يتمكنوا آنذاك من استخدامه في سرقة التفاصيل الشخصية والمالية، أو في سرقة الأموال. وهو ما يعرف ب \"التصيد\"، وتعتبر روسيا مركزا ً عالميا ً للجريمة الإلكترونية المنظمة، التي ظلت محورا ً للنقاش المتواصل بين حكومتي كل من روسيا والولايات المتحدة الأميركية. ويعاود بينيت ليؤكد بقوله :\" برغم الإجراء الذي اتخذته مؤسسة \"إيكان\"، إلا أنها لم تضع أي شيء يُلزِم أي تسجيل (من جانب الأشخاص لأسماء الدومين في نصوص غير رومانية) بحماية حقوق العلامات التجارية أو حقوق الأعمال التجارية المشروعة التي تستخدم نفس الاسم\". وبسؤاله عما إن كان يتعين على الشركات أو المستهلكين أن يضاعفوا من حيطتهم بشأن سوء استخدام أسماء العلامات التجارية، ردَّ بينيت قائلا ً :\" بكل تأكيد. وفي الوقت الذي لن تقوي فيه الشركات إلا على إبلاغ الشرطة بتلك الأشياء، فإن ذلك سيفتح الباب أمام مستوى آخر من الإجرام\". في حين قال تشارلي ابراهامز من مؤسسة MarkMonitor، المعنية برصد انتهاكات العلامات التجارية على الإنترنت لماركات من بينها غوتشي :\" إن خطر تعرض العلامات التجارية لانتهاكات سيتزايد بصورة مأساوية. لكن ذلك يصعب بما فيه الكفاية عند استخدام الإنكليزية. لا تستعن معظم عمليات الخداع التي تتم عبر البريد الإلكتروني حاليا ً بأي شيء يشبه اسم الموقع الإلكتروني الحقيقي. ويمكننا أن نلحظ تزايداً في مستوى التطور الخاص بهجمات تصيد المعلومات نتيجة استخدام اللغات الأجنبية. لم نر إلى الآن كيف سيقوم أصحاب العلامات التجارية الكبرى باستخدام أسماء النطاقات الجديدة، رغم أنهم عادة ً ما يقوموا بتسجيل أسماء علاماتهم التجارية\".