نقلت وكالة يونايتد برس إنترناشونال عن صحيفة "غارديان" اليوم الأربعاء إن علاقات المملكة المتحدة مع السعودية وغيرها من دول الخليج العربية، توترت بسبب تحقيق تجريه لجنة في البرلمان البريطاني حول دور الإسلاميين في الساحة السياسية المتغيرة في المنطقة. وقالت الصحيفة البريطانية إن ما قيمته مليارات الجنيهات الإسترلينية من الصادرات والآلاف من فرص العمل معرّضة للخطر بسبب الخلاف الذي سبّبه التحقيق البرلماني مع السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، ومن المتوقع أن يقوم رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون بمعالجة هذا الخلاف في حفل عشاء يقيمه الليلة مجلس الشرق الأوسط في حزب المحافظين الذي يتزعمه. وأضافت إن لجنة الشؤون الخارجية في مجلس العموم (البرلمان) البريطاني، انتقدت في تقرير أصدرته اليوم حكومة كاميرون على ما اعتبرته "فشلها في مقاطعة سباق البحرين للجائزة الكبرى لسيارات الفئة الأولى (الفورمولا 1) في وقت سابق من هذا العام بسبب المخاوف بشأن انتهاكات حقوق الإنسان فيها نتيجة عوامل سياسية وإستراتيجية". ونسبت الصحيفة إلى تقرير اللجنة البرلمانية قوله "وجدنا صعوبة في تحديد أي سياق منطقي وراء سياسة الحكومة (البريطانية) عدم اتخاذ موقف تجاه سباق (فورمولا 1) في البحرين، وفرضها مقاطعة جزئية على مباريات بطولة كأس أوروبا 2012 لكرة القدم في أوكرانيا". وذكرت إن السعودية والإمارات، اللتين تستأثران بما قيمته 8 مليارات جنيه إسترليني من الصادرات البريطانية، انتقدتا السياسة البريطانية وهدّدتا بمراجعة علاقاتهما مع المملكة المتحدة. وقالت صحيفة "غارديان" إن حملة تجري الآن في دولة الإمارات لمقاطعة البضائع البريطانية بذريعة دعم لندن لحركة معارضة مرتبطة بجماعة الإخوان المسلمين. وكانت هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) كشفت يوم الاثنين الماضي أن السعودية تعيد تقييم علاقاتها مع بريطانيا جرّاء ما اعتبرته "تعرّضها للإهانة من قبل تحقيق برلماني حول تعامل المملكة المتحدة معها ومع البحرين". ونسبت "بي بي سي" إلى مسؤولين سعوديين قولهم إنهم "يعيدون الآن تقييم علاقات بلادهم التاريخية مع بريطانيا وسينظرون في جميع الخيارات"، كما نقلت عن السفير السعودي في لندن الأمير محمد بن نواف آل سعود إنه "لن نتسامح أو نقبل بأي تدخل أجنبي في عمل مجلس التعاون الخليجي.. وعلاقات السعودية مع المجلس مسألة داخلية بين الدول الست (السعودية والكويت وقطر والبحرين والإمارات وسلطنة عمان) ونحن لن نحتمل أو نقبل أي تدخل خارجي في عمله". وذكرت إن لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان البريطاني كانت أعلنت الشهر الماضي أنها ستفتح تحقيقاً واسع النطاق في علاقات المملكة المتحدة مع السعودية والبحرين "سينظر عن كثب في كيفية موازنة مصالحها المختلفة مع البلدين في مجالات الدفاع والتجارة والأمن ومكافحة الإرهاب وحقوق الإنسان". وأبلغ عضو اللجنة النائب مايك غيبس صحيفة "غارديان" إنه "مندهش للغاية من رد فعل السعودية الغاضب، ولا يعرف ما إذا كان ناجماً عن سوء فهم أو أجندة أخرى".