حط الروبوت كوريوسيتي الذي بلغت كلفته 2.5 مليار دولار بنجاح على سطح كوكب المريخ في انجاز لم يسبق له مثيل لوكالة الفضاء الاميركية ناسا التي لم ترسل في تاريخها مثل هذا الروبوت المتطور الى كوكب آخر، ما يؤذن ببدء عهد جديد من استكشاف الكوكب الاحمر. ووفقا لفرانس برس، حط المسبار بعيد الساعة 05,31 بتوقيت غرينتش الاثنين على سطح الكوكب الاحمر. وقال مسؤول في مهمة متابعة الرحلة في مختبر "جيت بروبالشن لابوراتوري" في باسادينا شرق لوس انجليس "تأكدت عملية الهبوط". وقد عبر المشرفون على المهمة عن فرحتهم عند الاعلان عن هبوط المسبار في ختام عملية نزول دقيقة جدا دامت سبع دقائق ويبدو انها أنجزت تماما وفق الخطة الموضوعة. بعد ذلك مباشرة، أرسل المسبار صورة أولى واضحة لاحدى عجلاته، ومن ثم صورة أخرى لظله على أرض المريخ. وأعرب تشارلز بولدين، مدير وكالة ناسا، عن سعادته لنجاح عملية الهبوط، قائلا أنه يوم كبير للامة الاميركية، انه يوم كبير لكل شركائنا الذين لديهم معدات مع كوريوسيتي، ويوم كبير للشعب الاميركي. واذا سارت الامور كما ينبغي، سيضاف كوريوسيتي الى لائحة البعثات الاميركية الناجحة الى كوكب المريخ، بدءا من فايكينغ 1 وفايكينغ 2 في العام 1976، وباثفايندر في العام 1997، ومارس اكسبلورايشن روفرز في العام 2004، وفينيكس في العام 2008. وهذا الروبوت المستقر على سطح المريخ يبلغ وزنه 900 كيلوغرام، وهو بحجم سيارة، ومزود ب17 كاميرا وبمولد كهربائي نووي. وتبلغ ميزانية مهمته التي ستستمر سنتين 2,5 مليارات دولار وسيبحث الروبوت بين أمور اخرى عن احتمال ان يكون المريخ احتضن شكلا من أشكال الحياة في الماضي، وسيحاول أن يكتشف ما إذا كانت بيئة المريخ في الماضي مؤاتية لتطور حياة جرثومية. وقال راندي ويسين المهندس العامل في فريق كوريوسيتي أن هذا الروبوت سيدرس الصخور، يمكنه أن يقيمها عن بعد بواسطة اشعة ليزر، ويمكنه أيضا أن يلتقط صخورا ويدرس تكوينها، ولديه أيضا حفارة يمكن ان تحفر في الصخر وأن تأتي بالعينات الى المختبر. وقبل أن ينطلق كوريوسيتي في مهمته، ينبغي التأكد من أن كل الاجهزة تعمل، وهذه العملية ستستغرق بضعة أيام الى أسابيع. وكان جون لوغسدون المدير السابق لمعهد سياسات الفضاء في واشنطن وصف هذه المهمة بانها "المهمة العلمية الأكثر أهمية على المريخ، وهي المهمة الأخيرة التي يتم تنفيذها في إطار الاستراتيجية التي اعتمدت قبل عشر سنوات والتي تقضي بالبحث عن الماء على المريخ لتحديد إمكانية الحياة عليه ثم أخذ عينات ونقلها إلى الأرض".