خطا ميلان خطوةً عملاقةً نحو التأهّل إلى الدور رُبع النهائي عقب فوزه الثمين على ضيفه برشلونة الإسباني بهدفين دون ردّ الأربعاء في ذهاب الدور ثُمن النهائي من منافسات دوري أبطال أوروبا، على ملعب "سان سيرو". وسجّل الغاني كيفين برانس بواتينغ (57) ومواطنه علي سولي مونتاري هدفي المباراة (81). ظروف اللقاء دخل برشلونة الموقعة مرشّحاً كعادته للفوز خصوصاً في ظلّ الأداء الباهر للفريق محلّياً وقارياً هذا الموسم، إذ حقّق نتائج جيّدة في كلّ البطولات التي خاضها إلى حدّ الآن ولم يخسر إلاّ في 3 مباريات أمام ريال مدريد في كأس السوبر (1-2) والثانية أمام سيلتيك الاسكتلندي في دوري المجموعات (1-2) والثالثة في الدوري أمام ريال سوسييداد (2-3). في المقابل بلغ ميلان المواجهة وهو في حالة نفسية طيبة بعد أن استعاد عافيته في الدوري وارتقى إلى المركز الثالث إثر بداية كارثية اقترنت مع بداية الموسم بيد أنّ "روسونيري" افتقد أبرز أسلحته الوافد الجديد من مانشستر سيتي ماريو بالوتيلي غير المؤهّل لخوض مباريات المسابقة الأوروبية. تاريخ المواجهات التقى الفريقان العريقان 15 مرّة في المسابقة القارية ويتفوّق "بلوغرانا" بفارق ضئيل (6 انتصارات، 4 هزائم، 5 تعادلات) كما أنه لم يخسر أيضاً في آخر سبع مباريات ضدّ ميلان (4 انتصارات، 3 تعادلات). الشوط الأوّل تميّزت بداية المباراة بالحذر من الجانبين، إذ طالت فترة جس النبض إلى حدود الدقيقة الخامسة عشرة. وأتيحت أولى فرص المباراة للمحلّيين من أقدام نجمهم ستيفان الشعراوي، الذي انفرد بحارس برشلونة فكتور فالديز بيد أنّه أساء ترويض الكرة ليترك المجال لصمام أمان دفاع الضيوف كارليس بيول ليبعد الكرة إلى الركنية (15). وكاد كيفين برانس بواتينغ أن يستثمر الركنية ويحوّل رفعة زميله علي سولي مونتاري إلى هدف لكن تسديدته مرّت بجانب القائم الأيسر للحارس فالديز (16). وبعد هاتين الفرصتين عادت الأمور إلى نقطة البداية وانحصر اللعب في وسط الميدان في غياب فرص جدية للتهديف. وبقيت النتيجة على حالها لينتهي الشوط الأوّل على تعادل سلبي بين الفريقين رغم الأفضلية النسبية للفريق المحلّي. الشوط الثاني وتكرّر سيناريو الشوط الأوّل مع بداية الفترة الثانية، إذ اكتفى كلّ طرف بتأمين منطقته الخلفية مع أنّ برشلونة استحوذ على الكرة وتحكّم في مجريات اللعب. وجاءت الدقيقة (57) بالخبر السعيد لأحباء "روسونيري" إذ تمكّن كيفين برانس بواتينغ من مغالطة حارس برشلونة فالديز عقب ركلة حرّة غير مباشرة لمسها الغاني مونتاري إلى زميله مونتوليفيو الذي سدّد الكرة لتصطدم بالثنائي بيول وزاباتا وتؤول إلى بواتينغ المتحرّر من كلّ رقابة (57). وساد الظن أنّ برشلونة سيزيد من ضغطه عقب هدف السبق لميلان بيد أنّ التسرّع وغياب التركيز حالا دون ذلك. وزاد رجال المدرّب ماسيميليانو أليغري من متاعب ضيفهم وتمكّنوا من مضاعفة النتيجة عبر علي سولي مونتاري من تسديدة يسارية ارتطمت بأرضية الميدان بعد عمل كبير من البديل مباين يانغ وتمهيد رائع من ستيفان الشعراوي (81). وقضى هذا الهدف على معنويات لاعبي برشلونة الذين استسلموا للأمر الواقع لينتهي اللقاء بفوز مستحق لميلان بالنظر إلى الانضباط التكتيكي وحسن الانتشار على الميدان، مما يوحي بأنّ مهمة بلوغرانا ستكون صعبة للغاية في تجاوز عقبة الهدفين.