وضعت 9 دول أوروبية مع كلٍّ من المغرب وتونس والأردن والولاياتالمتحدةالأمريكية وتركيا، الخطوط العريضة لمواجهة تزايد أعداد الشباب الذين يشاركون في الحرب داخل سوريا، واحتواء تداعيات عودتهم من هذا البلد. وفي الوقت الذي تغيبت فيه المملكة العربية السعودية، عقد وزراء داخلية الاتحاد الأوروبي، إضافة إلى الولاياتالمتحدة وعدد من دول الجوار السوري، اجتماعًا، الخميس (8 مايو 2014)، في بروكسل لبحث تنامي ظاهرة المقاتلين الأجانب في سوريا. وقالت وزيرة الداخلية البلجيكية، جوال ميلكي، للصحفيين عقب الاجتماع، إنه تم بالفعل بلورة استراتيجية تحرك، ولكنها ستظل سرية بسبب حساسية الموضوع، وفق ما نشرته وكالة "واس". وأعرب وزراء أوروبيون عن رغبتهم في مراقبة موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" لتتبع الجهاديين في سوريا. وقال وزير الداخلية الفرنسي، برنار كازينوف، على هامش المؤتمر الصحفي الذي عقد على هامش الاجتماع، إن معظم دول الاتحاد الأوروبي تواجه مخاطر ظاهرة القتال في سوريا، وفق ما ذكرته صحيفة "الشرق الأوسط"، الجمعة. ولفت إلى سعي باريس لتفكيك تلك المنظمات "الإجرامية" التي تجند المقاتلين، مشيرًا إلى أن بلاده أعلنت قبل أيام عن خطة تتضمن 23 إجراء لمواجهة الظاهرة. فيما أضاف وزير الداخلية التونسي، لطفي بن جدو، أن بلاده حالت دون سفر ثمانية آلاف من رعاياها إلى سوريا. ويُعد اجتماع بروكسل الرابع من نوعه منذ عام واحد، ولكنه جمع للمرة الأولى دولا عربية وغربية تواجه نفس الإشكالية الأمنية. ويأتي الاجتماع بعد تنامي التحذيرات الصادرة في الغرب من احتمال عودة المقاتلين إلى بلدانهم، حاملين أفكارًا متشددة وممتلكين خبرات قتالية. وتشير تقديرات استخبارية إلى أن نحو 3 آلاف غربي يشاركون ضمن أكثر من 11 ألف أجنبي التحقوا بالمقاتلين في سوريا. وتقول مراكز دراسات أوروبية، إن الغالبية العظمى من المقاتلين الأجانب ينضمون لتنظيم دولة الإسلام في العراق والشام، وجبهة النصرة التي يضعها الغرب على قائمة "المنظمات الإرهابية". وفي السياق ذاته، قالت لجنة الشؤون الداخلية في البرلمان البريطاني إن بريطانيا يجب أن تتحرك بصورة عاجلة لمنع مواطنيها من السفر للقتال في سوريا، وسط مخاوف من أنهم يمكن أن يتبنوا فكرًا متشددًا هناك، وأن يعودوا لتنفيذ هجمات في بلدانهم. وحذرت اللجنة من أن بريطانيا تواجه حاليًّا "تهديدًا إرهابيًّا"، مشيرةً في تقرير لها نشرت محتواه وكالة "رويترز"، الجمعة، أن عدد المواطنين البريطانيين والغربيين الذين يسافرون للقتال في صراعات أجنبية "وصل إلى مستويات مزعجة تختلف عن أي شيء شوهد في السنوات القليلة الماضية". وأضافت: "نطلب ردًّا عاجلا يستهدف إثناء ومنع من يودون الذهاب للقتال من الذهاب". وبدأت شرطة مكافحة الإرهاب البريطانية الشهر الماضي حملة لمساعدة النساء المسلمات في إثناء الشبان في مجتمعاتهن عن محاولة الذهاب الى سوريا.