ذكرت وكالة أنباء "إنترفاكس" الروسية أن وزراء خارجية حلف الناتو أكدوا في بيان أصدروه في ختام اجتماعهم في بروكسل، اليوم الثلاثاء، تعليقَ مجمل التعاون العملي بين الحلف وروسيا في المجالين المدني والعسكري. بدوره قال الأمين العام للناتو أندرس راسموسن، إن الحلف لا يرى أي مؤشر على سحب روسيا لقوات من الحدود الأوكرانية، وذلك قبيل اجتماع وزراء الحلف المؤلف من 28 دولة في بروكسل للمرة الأولى منذ احتلال روسيا العسكري لشبه جزيرة القرم الأوكرانية، وضمها للأراضي الروسية، في أسوأ أزمة بين الشرق والغرب منذ الحرب الباردة. بدوره كشف مسؤول عسكري في الحلف، عن أن ما بين 35 ألفًا و40 ألف جندي روسي لا يزالون متمركزين قرب الحدود، وأنه لا توجد أي علامة على أي خفض كبير في أعدادهم. وأضاف أن القوات الروسية تضم كتائب مشاة مزودة بمركبات، ووحدات مدرعة، وقوات خاصة، ووحدات تموين وإمداد، و"عددًا كبيرًا نسبيًّا" من الطائرات وطائرات الهليكوبتر. وقال المسؤول إنه لا يوجد أيضًا دليل يُذكر على أن هذه القوات موجودة هناك بهدف التدريب. وأضاف المسؤول أن القوات الروسية لا تشكل خطرًا على دول حلف شمال الأطلسي، لكنها قد تشكل خطرًا على أوكرانيا. وأوضحت الولاياتالمتحدة وحلفاؤها أنهم لا يعتزمون التدخل عسكريًّا في أوكرانيا التي لا تنتمي للحلف. ومنذ بدأت أزمة القرم، زادت الولاياتالمتحدة عدد الطائرات الأمريكية التي تشارك في دوريات الحلف الجوية الاعتيادية فوق دول البلطيق، وعززت تدريبات عسكرية تم التخطيط لها مسبقًا مع القوات الجوية البولندية. بدورها حذرت الخارجية الروسية أوكرانيا من توسيع تعاونها مع حلف شمال الأطلسي. وذكرت الخارجية الروسية في بيان لها اليوم أن التعاون الروسي الأوكراني، بما فيه التعاون الاقتصادي، مرهون بخطوات كييف على الساحة الدولية. وأوضحت الخارجية الروسية أن هذا الأمر مرتبط بتصريحات الرئيس الأوكراني المعين من قبل البرلمان، ألكسندر تورتشينوف، عن احتمال تغيير وضع أوكرانيا في الساحة الدولية كدولة حيادية. وجاء في البيان: "على كييف أن تدرك أن آفاق تطوير التعاون الروسي الأوكراني، بما فيه التعاون في المجال الاقتصادي، ستكون رهنًا بالخطوات التي تتخذها أوكرانيا في سياستها الخارجية". وأشار البيان "إلى تباين آراء القيادة الأوكرانية الحالية حول خيار الانضمام إلى حلف الناتو؛ إذ أعلن الرئيس المعيّن من قبل البرلمان، ألكسندر تورتشينوف، مؤخرًا، أن كييف لا تتخلى عن هذا الخيار، بينما أكد رئيس الوزراء أرسيني ياتسينيوك في وقت سابق أن الانضمام إلى الناتو ليس على الطاولة، وذلك حرصًا على وحدة أراضي البلاد". وذكرت وزارة الخارجية الروسية في هذا السياق أن مجموعة من النواب الأوكرانيين أحالوا مؤخرًا إلى البرلمان مشروع قانون ينص على شطب الإشارات إلى وضع أوكرانيا كدولة حيادية من قوانين البلاد. ولفتت الخارجية الروسية إلى "أن مسألة انضمام كييف إلى الناتو ليست جديدة، بل كانت هناك مناقشات مكثفة حول هذا الموضوع أثناء حكم الرئيس الأوكراني السابق فيكتور يوشينكو، لكنها لم تؤدِّ إلى شيء باستثناء تجميد العلاقات السياسية بين موسكو وكييف، وتعقيد العلاقات بين روسيا والناتو، وتعميق الانقسام في المجتمع الأوكراني، علمًا أن معظم الأوكرانيين لا يؤيدون فكرة انضمام بلادهم إلى الحلف". وذكرت الوزارة أن كييف تبنت في عام 2010، قانونًا حول أسس سياستها الخارجية ينص على وضع أوكرانيا كدولة محايدة.