أعترف بقصوري المعرفي عن كثيرٍ من مهام وزارة الزراعة ولربما يكون التقصير منا جميعا حيث إني لم أسمع أو أقرأ كثيرا عنها حالها حال زميلتها وزارة الاقتصاد والتخطيط بل إن الأخيرة لنومها العميق لم نسمع عنها إلا بإعلان تعيين وزيرها الجديد أعود لصاحبة الذكر الحسن سنوات عجاف بل زادت ولم نسمع عن وظائف تعلن من قبلها وبقدرة الله وما كان منها إلا أن نفضت عن عيونها غبار الزمن وبتوقيت حرج ومع إعلان الميزانية الضخمة لم تحترم مشاعر الشباب العاطلين وهم يرون الميزانية آملين بأحلام كبيرة تحقق لهم طموحاتهم ولكن كالمعتاد سنوياً هي مجرد أرقام فلكية لا يترجم على أرض الواقع إلا يسيرها ؛ وبإعلان خبر الوظائف كان الجميع فرحاً مستبشرا بولادة باكورة جديدة إلا أن المفاجأة أن كان المولود مشلولاً بعد عسرٍ في الولادة فطال مخاض الجبل ولكن الجبل ولد فأراً فما بين وظيفة عاملٍ إلى وظيفة عامل نظافة انتهاء بوظيفة حداد وليس هذا فحسب بل إنها جاءت تحت ما يسمى (بند الصرف الصحي) كيف يُعلن عن وظائف (بندية) والبند متوقف لا يُوظَّف عليه من فترةٍ طويلة أليس حقٌ للشاب أن يستوطن بوظيفة آمناً مطمئناً بها لا منغص ولا مكدر لست هنا أدعو إلى التقليل من قيمة الوظيفة أياً كانت فيقيني التام أن لهذه الوظائف (خريجون) من المعاهد الصناعية وفي ذات التخصص ولكن أليس من السخرية أن تعلن تلكم الوظائف بتزامن مع إعلان الميزانية الضخمة وتكون بنداً ؟! أليس حقٌ للمرء أن يعيش حياةً كريمةً هانئةً تعفيه عن سؤال الناس أعطوه أم منعوه . أتذكر تماماً قبل سنوات قريبة كيف رؤية المجتمع لوظيفة المحاسب بالأسواق الكبيرة كم هي معيبة ومخجلة أمام الشاب فما برئت وانحسرت تلكم النظرة فاليوم نراه بوظيفة مصفف أغذية وبائع خضار وحارس أمن وبرواتب قليلة وقلية جداً لا ترقى لمستوى ما يقدم من جهد ونصب ولكن عفاف النفس وشهامة الكبار ومروءة الرجال تجعله يكف يده عن الناس و الزمن كفيل بتغيير نظرة المجتمع لأي وظيفة متى كانت الحاجة كفيلة ولو بالقليل من المال وبطريقٍ مباحٍ و الزمن لن يغير نظرته للشاب الذي يعمل بوظيفةٍ أقل من مستوى شهادته ولو كان الفقر غلابا .. والله المستعان ،، محمد بن عبد الرحمن التويجري