الغش التجاري ليس له صورة واحدة .. فمن يبحث عن التخفيضات لا يعرف خداع المتاجر التي تقدم على إعلانات التخفيضات المهولة على بضائعها، ولكي تخلق هذا الوهم في ذهنية الزبون فإنها تكثف إعلاناتها من خلال وسائل الإعلام أو بواسطة إعلانات تزين واجهات تلك المحال، ومن له دراية بهذه الخدع يعرف تماما أن هذه الإعلانات لعب على الذقون، ويبدو أن الضغط الذي تمثله البطالة على الوزارت هداها عجزها عن حل هذه المعضلة باستعارة خطط (أكزيونات) المحال التجارية لخلق حالة شعورية بأن التنزيلات حقيقية وأنها تقدم السلعة الجيدة بتراب الفلوس. ومن هنا لاتجد متابعا أو باحثا عن وظيفة لا يجد بغيته على صفحات الجرائد، وسبق أن كتبت عن تلك الوظائف التي توزع (بالكوم) من خلال الوزارات والمعاهد والمدارس حتى أصحاب البقالات يعلنون عن وجود وظائف شاغرة بالآلاف، وأن هذه الوظائف وجدت خصيصا من أجل عيون الشباب والشابات، فيوميا نقرأ أن الوزارة الفلانية لديها 25000 وظيفة، وأن الوزارة العلانية هيأت 54000 وظيفة، وأن معهد بحر الظلمات لديه 12000 وظيفة وأن مدنا صناعية أدرجت 12000 وظيفة، وأن مصانع وورشا ومدنا صناعية لديها 20000 وظيفة .. وهكذا. وكل هذه الإعلانات أشبه بإعلانات سلع التاجر الذي وجد في مخطط التنزيلات منفذا لتوزيع سلعته الكاسدة، والتاجر حينما يبحث عن تصريف سلعته الكاسدة كيلا يفلس أو تكون خسارته مضاعفة بينما الجهات التي تعلن عن وجود كل هذه الوظائف تلجأ إلى هذه الوسيلة لكي ترفع عن نفسها اللوم من قبل الدولة محاولة من خلال هذه الإعلانات تطمين الجميع أن (الأشة معدن)، وأن (الحال عال العال) بينما تكون تلك الوظائف وظائف ورقية، وترابا يذر في العيون، ولو كانت هذه الوظائف المعلن عنها متوافرة حقيقة فسيصبح لدى كل مواطن سعودي خمس وظائف وليست وظيفة واحدة، ولأننا في موسم البرد فإن ملبوسات الوظائف الثقيلة (تتناسب مع هذا الجو) لكنها تعرض بتراب الفلوس وعلى ورق سلوفان وبتخفيضات لم يسبق لها مثيل!. ومقولة (الكلام ما عليه جمرك) يصدق مع هذه الوظائف المعلن عنها، بمعنى أن باستطاعتك أن تتحدث حتى تمل الحديث ولن يلحقك ضرر بتسديد ضرائب على حديثك وهذرك الفارغ، وهذه الجهات المعلنة عن وظائفها وبهذا الحجم لن يلاحقها طالب وظيفة متسائلا أو محاولا التأكد من صدق الإعلان، وزحلقة طالب الوظيفة سهلة للغاية كأن يقول مسؤول ما (إن الشباب غير مؤهلين لمثل هذه الوظائف). ومازال الإعلان عن ألوف الوظائف يملأ الجرائد بينما شبابنا وشاباتنا دايخين سابع دوخة من غير أن يعثروا على نصف وظيفة. بينما تجارة نشر الإعلانات عن وظائف لا يجدها الشباب. السؤال من المسؤول عن ضخ كل هذه الإعلانات عن هذه الوظائف؟ والشيء الأهم أليس هناك من يراقب صحة هذه الإعلانات .. ويحاسب من يخرجها على الناس بتهمة التدليس والغش. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 159 مسافة ثم الرسالة