أكد عميد كلية المعلمين في جامعة الملك سعود بالرياض الدكتور علي بن عبدالله العفنان ل"الوطن"، أن الميدان التربوي سيقع في "مأزق كبير" في غضون السنوات الثلاث المقبلة، معللاً ذلك بقوله "تبين أن معظم الكليات التربوية بالجامعات السعودية لم تضع اعتبارا لإعداد معلم المرحلة الابتدائية ضمن برامجها الأكاديمية، حيث ستواجه المدارس وإدارات التعليم شحا في أعداد الخريجين المؤهلين والمختصين بتدريس المرحلة الابتدائية للبنين". وأبدى العفنان تخوفه من اضطرار وزارة التربية والتعليم مستقبلاً لاستقدام معلمين من خارج المملكة، والتعاقد معهم لسد عجز بعض التخصصات للتدريس في المرحلة الابتدائية التي تعد من أهم المراحل الدراسية، نظراً لدورها التأسيسي الذي يحدد إلى حد كبير مسار الطالب والطالبة في مراحل التعليم اللاحقة؛ مستشهداً بأن الميدان التربوي يعاني عجزاً في أعداد المعلمين المؤهلين لتدريس بعض التخصصات حالياً. وحول الوضع الراهن للمعلمين في مدارس التعليم العام، لفت العفنان إلى أن الوزارة لجأت في سنوات مضت إلى إسناد التعليم إلى غير متخصصين لم يتم إعدادهم إعداداً تربوياً، ووجود معلمين في المرحلة الابتدائية لم يتم إعدادهم لهذه المرحلة، وهذا قد لا يحقق هدف ورسالة المؤسسات التربوية، ولا يرقى لتطلعات المنادين بتجويد التعليم وإصلاحه. ونبه العفنان إلى خطورة التباين بين أعداد المتوقع تخرجهم للتدريس في المرحلة الابتدائية، وزيادة خريجي الجامعات غير المتخصصين في تدريسها مع الزيادة السكانية، والتوسع في إنشاء المدارس الحكومية، وافتتاحها في المدن والقرى، حتى أصبح نمواً يفوق المتوقع، ويتجاوز التخطيط، مما يزيد الحاجة لتوفير التعليم النوعي المناسب بمستلزماته المختلفة، وعلى رأسها توفير المعلمين المؤهلين. وحمَّل عميد كلية المعلمين زيادة الطاقة الاستيعابية في المدارس وتكدس الطلاب في الفصول، بما لا تتناسب والمعدلات العالمية، أو الشروط المعيارية للعملية التعليمية، إلى تنامي أعداد الطلاب بشكل يفوق معدل الزيادة في أعداد المعلمين المؤهلين، مشدداً على أن سوق العمل التربوي تؤكد الحاجة إلى المزيد من مخرجات الكليات التربوية، لسد العجز الحاصل حالياً، ولمواجهة الطلب المستقبلي، خصوصاً في بعض التخصصات التربوية، ولمواكبة تطور أعداد مؤسسات التعليم وأعداد الطلاب والطالبات مستقبلاً، إضافة لإكمال خطة سعودة الوظائف التعليمية.