قال الدكتور فهد بالغنيم، وزير الزراعة، أن المملكة محدودة الموارد المائية وليس من المتوقع أن تتمكن من إنتاج جميع المحاصيل التي تحتاج إليها داخليا، ولكننا نسعى إلى إنتاج أكبر كمية ممكنة من الإنتاج المحلي بحيث نحقق أعلى نسبة للاكتفاء الذاتي. وأضاف"بواقعية لا نتوقع أن المملكة تستطيع بنموها السكاني والمستوى المعيشي تغطية جميع الاحتياجات الغذائية، فالمملكة غير مؤهلة من ناحية مواردها المائية أن تغطي جميع احتياجاتها الغذائية من الإنتاج المحلي ويجب علينا الاعتماد على الاستيراد من الخارج". وأضاف بأن "الموارد المائية غير كافية لإنتاج جميع الاحتياجات الغذائية وخاصة المحاصيل المستهلكة لكميات كبيرة من المياه مثل القمح والأعلاف، وأن الدولة اتخذت قرارات كبيرة للحد من استنزاف المياه في القطاع الزراعي ومنها مبادرة الملك عبد الله للاستثمار الزراعي في الخارج والتي تهدف لتشجيع رؤوس الأموال والخبرات أن تخرج للمناطق الموجودة بها الموارد الطبيعية سواء من المياه أو التربة أو اليد العاملة لزيادة الإنتاج الزراعي ككل وفتح منافذ جديدة لاستيراد المحاصيل الزراعية للمملكة"، بحسب صحيفة "الاقتصادية" وأشار بالغنيم، في مؤتمر صحافي على هامش انطلاق اللقاء الزراعي الثالث لتبادل الخبرات في جدة أمس، إلي إننا "ندرك أننا محدودو الموارد المائية في المملكة ونحن نركز على نشر الخبرات والتوعية بمجال ترشيد المياه". وأفاد بأن الخبرات التي تراكمت في المجتمع الزراعي سواء للشركات أو الأفراد أو المشاريع من المهم أن يطلع عليها الجميع خصوصاً أن الفترة تشهد زخما قويا من جهة الدولة وللعاملين في القطاع الزراعي لزيادة الكفاءة والإنتاجية باستخدام أقل كمية من الموارد. وعن زراعة الرز بالمياه المالحة، أوضح الغنيم أن "هناك رغبة على مستوى العالم ككل لعمل لتعديلات وراثية في بعض المحاصيل حيث يمكن استخدام مياه شديدة الملوحة ومياه البحر في الزراعة مازالت في مرحلة الأبحاث"، مضيفاً: "نحن كوزارة زراعة لم يتم إبلاغنا بزراعة أي محصول بالمياه المالحة حتى الآن والمحصول الوحيد الذي يتم زراعته بالمياه المالحة هي المحاصيل الزيتية، أما الرز فلا يوجد لدينا معلومات عن زراعته بالمياه المالحة". وبخصوص زراعة الرز وما يتم إنتاجه من قبل المستثمرين السعوديين خارج المملكة أشار إلى أن بعض المستثمرين بدأوا عملية الإنتاج، والمحصول المستهدف الرئيسي ليس الرز، حيث إن المملكة تستهلك سنويا مليون طن من الأرز وتستهلك ثلاثة ملايين طن من القمح وعشرة ملايين طن من الأعلاف فتركيزنا على القمح والأعلاف أكثر من التركيز على الأرز. وأضاف: "تركيزنا على القمح والأعلاف أكثر من تركيزنا على الرز ولا يعني ذلك أن نهمل الرز ولكن الرز أحد المحاصيل المستهدفة لدينا للاستثمار في الخارج". وأكد على أن المملكة لا تشجع زراعة الشعير داخل المملكة واستيراده من الخارج أفضل وتقوم الحكومة بدعمه لكي يصل إلى المملكة بأسعار معقولة وذلك لأنها محاصيل تستهلك كميات كبيرة من المياه، وبالنسبة لمشاريع المحاجر الحيوانية الجديدة في المملكة، كشف أن "وزارة الزراعة تقوم بإنشاء محجر في ميناء الدمام وآخر في جيزان وستقوم بإنشاء محاجر أخرى متى ما دعت الحاجة لذلك، وهي المنافذ الرئيسية في المملكة وهناك أفكار لفتح منافذ جديدة بحرية في رابغ وضباء وينبع لاستيراد الأغنام من خلالها بدلا من أن يكون التركيز على ميناء جدة الإسلامي". وتطرق إلى وجود مشاريع جديدة للاستثمار داخل المملكة، مشيراً إلى "أن هناك مشاريع قاربت على الانتهاء وهناك مشاريع تحت الدراسة، وفيما يتعلق بالاستثمارات الأجنبية هناك مشروع واحد في منطقة جيزان لاستزراع السمك والروبيان". كما تناول إمكان منع تصدير الدواجن إلى الخارج، في حال تطلبت السوق المحلية ذلك، مضيفا أن ذلك مرتبط بوجود أزمة. وذكر بالغنيم، أن فكرة عقد اللقاء في دوراته المختلفة في مناطق المملكة هي بهدف توسيع دائرة المشاركة ويأتي عقده في منطقة مكةالمكرمة امتداداً للقاءات السابقة حيث تعتبر إحدى المناطق الزراعية المهمة والتي تتمتع بميز نسبية في زراعة العديد من المحاصيل وفي إنتاج الدواجن والاستزراع السمكي ومشاريع الثروة السمكية على طول ساحل البحر الأحمر، حيث بلغ إجمالي عدد المزارع الموجودة في المنطقة نحو 38 ألف مزرعة وبلغ إنتاج التمور نحو 66 ألف طن، كما بلغ عدد مشاريع الدجاج البياض (المنتجة) تسعة مشاريع) وبلغ عدد المشاريع المنتجة 61 مشروعا.