بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله وحده لا يزال سيلُ التحديات التي تواجه المسلم عامة والمرأة المسلمة خاصة يتدفق من كل حدب وصوب. قبل ما يزيد قليلاً عن مائة عام بدأت حركة التنظير لإفساد العالم الإسلامي عامة والمرأة المسلمة خاصة في مصر وتركيا وبعض بلدان شبه القارة الهندية وصدرت كتب ومجلات وصحف تنادي إلى ما يسمونه تحرير المرأة نسجا على نول أوروبا التي صارت في نظر هؤلاء المثل الأعلى. ثم تتابع بعد ذلك سيل إفساد المسلمين على كل صعيد: القوانين الوضعية وتعرية المرأة والقضاء على القضاء الشرعي وإفساد النشء والشباب بغمسهم في أوحال الرذيلة: فتح المراقص والخمارات والسينما والمسارح المختلطة والمجلات الهابطة والشواطئ حيث تذبح الأعراض وتعرض الأجساد شبه عارية ثم جاء دور التلفاز والتمثيليات الغارقة إلى قمة رأسها في العري وإثارة الشهوات ثم التعليم المختلط ونشر نظريات التحلل الخلقي كنظريات فرويد ونظريات الإلحاد الداروينية والأدب الإباحي العلماني الشاذ والقصص الجنسية الخليعة وتصوير الحياة على أنها حياة دنيوية ولا شيء بعدها…. إلخ. فأنى للشباب أن يستقيم في هذه الأجواء التي تفتت الصخرَ بقوة شهوانيتها وإباحيتها؟! وهكذا رُبي النشء ونشأ في أوحال الرذيلة ومتاهات العبثية التي صورت له الحياة عبثاً وشهوة وعبادة للذات لا غير. ولا يزال المسلسل مستمراً.. مسلسل شَهْوَنة الحياة في بلاد الإسلام وتشويه الإسلام وخداع المسلمين وتضليلهم تحت لافتات التقدم والتحضر والحرية والانطلاق من الأغلال.. والنتيجة هذا الضياع الذي تعيشه الأمة والتخلف الرهيب على كل صعيد والاعتماد الكامل على غير المسلمين في كل شيء حتى لقمة العيش وشربة الماء!. لقد ابتليت الأمة بتيار خطير خرج من جلدتها لكنه يحمل عقلا صاغته العلمانية الإلحادية الغربية والشهوانية الحيوانية – بل هي أحط من الحيوانية لأن الحيوان هكذا خلقه الله بلا عقل ومن ثم فلا حرج عليه. إن أخطر عدو واجهته الأمة عبر تاريخها هو جيش المفسدين والمفسدات الذين يعيشون بين المسلمين ووقفوا عقولهم وجهودهم وحتى أموالهم في سبيل إبعاد المسلمين -وخاصة المرأة المسلمة والناشئة المسلمة – عن دينهم: شريعة وعقيدة وأخلاقا وعبادات ومعاملات وتربية وغاية. أسأل الله لعقلاء الأمة وعلمائها ورجال أعمالها ومثقفيها ومربيها المخلصين التوفيق في مساعيهم لرد غارات الليبرالية الهدامة وربيبتها العلمانية عن بلاد الإسلام قاطبة. علي التمني