بإعلان وزارة الصحة يوم الأحد عن وفاة شخصين نتيجة الإصابة بفيروس "كورونا"، يكون عدد الذين توفوا بهذا المرض الغامض قد بلغ سبع حالات، كلهم من المواطنين السعوديين، كما يصل عدد المصابين به إلى ثلاثة عشرة. وفقاً لبيان صدر عن الوزارة أمس. ورغم أن البيان أكد على محدودية المرض وأن الأوضاع مستقرة، إلا أن طبيعة المرض "المجهول" حتى الآن، وطرق انتقاله بالعدوى بين المواطنين والمصابين؛ تدعو إلى القلق والتساؤل حول مدى خطورة انتشاره وتمدده. كورونا أو الفيروس التاجي: ينتسب فيروس كورونا أو ما يعرف بالفيروس التاجي (Novel coronavirus 2012)، إلى عائلة فيروسات "الكورونا"، التي تصيب الجهاز التنفسي، والجهاز الهضمي، وتم التعرف على أربعة أو خمسة أصناف من هذه العائلة الفيروسية، يمكنها نقل العدوى إلى الإنسان، أشهرها هو النوع الذي يسبب مرض "سارس". وعن "كورونا" يقول المتحدث باسم وزارة الصحة الدكتور خالد مرغلاني: «تشكل فيروسات «كورونا» فصيلاً متعدداً، ومنها ما يمكن أن يتسبب في نزلات البرد لبعض الحالات، وبعضها يتسبب في "متلازمة العدوى التنفسية الحادة والوخيمة" (سارس)». وأضاف «إن معظم حالات الإصابة بهذا الفيروس بسيطة، ومن أبرز أعراضها ارتفاع درجة الحرارة، وآلام في الجسم، واحتقان في الحلق، ورشح وسعال، وهذه الأعراض تستمر لمدة أيام، وتختفي، إلا أن النمط الجديد من الفيروس لم تعرف الكثير من خصائصه وطرق انتقاله حتى الآن». وأضاف مرغلاني «تعكف الوزارة بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية، على معرفة المزيد عنه» يقصد كورونا. أين تكمن الخطورة: بلا شك تكمن خطورة مرض الكورونا في الغموض الذي يتعلق بطبيعته المعدية والقاتلة، فهو حتى الآن يعد من الأمراض المجهولة للعلماء والأطباء بحسب منظمة الصحة العالمية، إلى جانب عدم معرفة طرق انتشاره، وما إذا كان في طور التشكل والتحور إلى ما هو أبعد أم أنه محدود ومحاصر بحسب بيانات وزارة الصحة؛ وآخرها البيان الذي صدر اليوم، وأكدت فيه أن انتشار فيروس كورونا بالمملكة يعد محدوداً، وأن هناك متابعة مستمرة للوضع الحالي حول المرض الفيروسي المستجد. إلا أن البيان أشار كذلك إلى أن أعراض فيروس الكورونا تكون مشابهة إلى حد كبير لأعراض الأنفلونزا، وبما أن هذا نمط جديد من مرض الكورونا فكثير من المعلومات عنه غير موثقة وغير ثابتة من الناحية العلمية. ما يضع الوزارة والأطباء في مواجهة مفتوحة مع مرض مجهول! طرق العدوى وأعراض الإصابة من جانبه، أوضح الدكتور مجدي بدران عضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة وزميل معهد الطفولة بجامعة عين شمس، أن فيروس كورونا الجديد يصيب الجهاز التنفسي، ولكن قدرة الفيروس على الانتقال من شخص إلى أخر ضعيفة جداًً, كما أنه غير قابل للانتشار، وسمي بهذا الاسم لأنه يظهر تحت المجهر على شكل تاج أو هالة. أما عن طرق العدوى، أكد بدران أنه ينتقل عن طريق الرذاذ الملوث من المريض، وسوائل وإفرازات المريض التي تلوث الأسطح فتتسلل للجهاز التنفسي عن طريق الأنف أو الفم. وأضاف أنه لا داعي للذعر، فالحالات المسجلة بفيروس الكورونا الجديد، وذلك لأن قدرة الفيروس على الانتقال من شخص إلى لأخر ضعيفة جداً، موضحاً أنه لا داعي لفرض قيود على السفر أو التنقل. وأشار إلى أن أعراض الإصابة تكون عطس مستمر، ألام في الرأس، ألام في الحنجرة، التهابات في الأنف مصحوبة بإفرازات، سعال، ألام في عضلات الجسم المختلفة، وتكون الحرارة عادية، وهى من الأعراض المهمة في التفريق بين الإصابة بالفيروس والإصابة بفيروس الانفلونزا، حيث يصاحب الإصابة بفيروس الانفلونزا ارتفاع في درجة الحرارة. نصائح طبية وطرق للوقاية ووجه الدكتور مجدي بدران، عدد من النصائح للوقاية من فيروس "كورونا"، حيث أوضح أنه من الممكن الوقاية من الفيروس عن طريق استخدام الماسكات وغسل الأيدى بالماء والصابون أو تعقيمها بالمطهرات الطبية قبل لمس الأنف أو الفم، والتهوية الجيدة للأماكن المغلقة، ومكافحة التدخين، والاهتمام بالتغذية الجيدة الشاملة للخضروات والفاكهة الطازجة. وكذلك عدم نسيان شرب الماء بوفرة والسوائل الطبيعية كشاي الأعشاب الطبيعية وعصائر الفاكهة الطبيعية، والابتعاد عن تلوث الهواء لأنه يتسبب في قتل 2 مليون من البشر كل سنة في العالم، بينما يموت 1.2 مليون نتيجة تلوث الهواء الخارجي (خارج المنازل). جهود ومتابعة من الصحة: وزارة الصحة، الجهة المسؤولة عن متابعة مثل هذه الحالات من الأمراض والأوبئة، أكدت في أكثر من بيان لها محدودية الإصابات وتركزها في منطقة واحدة (الأحساء) وبداخل مستشفى واحد، وطمأنت المواطنين والمقيمين أن "الوضع الصحي لا يدعو للقلق كما أنها تتابع الوضع عن كثب وبما يضمن صحة وسلامة الوطن ومواطنيه والمقيمين"، وأنها مستمرة في اتخاذ جميع الإجراءات الاحترازية للمخالطين، كما أشارت إلى أن "هناك تنسيقا ومتابعة مستمرة من خلال اللجنة الوطنية العلمية للأمراض المعدية في وزارة الصحة والجهات الدولية التي تعاملت مع مرض السارس في السابق". وأخيراً.. وعلى الرغم من غموض المرض وخطورته إلا أن وزارة الصحة دعت المواطنين والمقيمين إلى الاطمئنان، مؤكدة أن الوضع تحت السيطرة وأن أغلب الحالات التي توفيت لها تاريخ آخر مع أمراض مزمنة فاقمت من حدة الإصابة وأدت إلى الوفاة.