مع توسع مواقع التواصل الاجتماعي تسارع بعض مستخدميه على انتحال شخصيات مشهورة من مسؤولين أو مشايخ أو دعاة أو إعلاميين أو كتاب أو رياضيين حتى أصبحت ظاهرة ملحوظة يتقمص من خلالها المنتحِل شخصية ذلك المنتحَل ويبدأ بالكتابة باسمه وبمنصبه وجاهه إما لتشويه سمعة أو لجذب متابعين, صحيفة "تواصل" بحثت هذه القضية التي أصبحت هاجساً من عدة جوانب قانونية ونفسية واجتماعية ورسمية وخرجنا بالآراء التالية: سلطان المالك: تعدّ جزءاً من جرائم المعلومات وهي من اختصاص هيئة التحقيق والادعاء العام في البداية تحدث الناطق الرسمي باسم هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات الأستاذ سلطان المالك الذي أكد أن مواقع التواصل الاجتماعي تتبع لشركات كبرى وليس للهيئة سلطة عليها، أما قضية انتحال الشخصيات فهي تعد جزءاً من جرائم المعلومات وهي من اختصاص هيئة التحقيق والادعاء العام وليس لنا أي إجراء في ذلك غير أن التحقيق والادعاء العام يقومون بالاستعانة بنا من ناحية فنية بحتة وذلك من أجل التوصل للمنتحلين وليس بالضروري أن نتوصل إليهم. وشدد المالك على أن هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات هي جهة توعوية تقدم التوجيهات والإرشادات للمستخدمين ومن ضمنها توجيه الإرشادات لمن تم انتحال شخصية وكل هذه التوجيهات والإرشادات متواجدة على موقع الهيئة على الرابط (http://bit.ly/NdKJ5d). أحمد المالكي: جريمة قصد منها الإضرار بالشخص والنظام يوجب عقوبات رادعة على المنتحلين من جهته، أوضح المحامي والمستشار القانوني أحمد جمعان المالكي أن ظاهرة المنتحلين لشخصيات عامة ومشهورة عبر مواقع التواصل الاجتماعي فيسبوك وتويتر منتشرة للغاية وتزداد من فترة إلى أخرى وهي تعد جريمة قصد منها الإضرار بالشخص الذي تم انتحال شخصيته وأقلها الأضرار المعنوية التي قد تلحق بالسمعة، وقد جاء نظام مكافحة جرائم المعلوماتية الصادر بموجب قرار مجلس الوزراء رقم 79 وتاريخ 1428/ 3/ 7 ه والمصادق عليه بالمرسوم الملكي الكريم رقم م/ 17 وتاريخ 1428/ 3/ 8 ه ونص على إيقاع عقوبات رادعة على المنتحلين لشخصيات على المواقع الإلكترونية، حيث جاءت المواد من الثالثة وحتى الثامنة ونصت على عقوبات ابتداءً من السجن لمدة عام وحتى عشر سنوات وبغرامة لا تزيد على خمسة ملايين ريال لكل من ارتكب الجرائم المنصوص عليها في النظام وتتولى هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات وفقاً لاختصاصها تقديم الدعم والمساندة للجهات الأمنية المختصة على أن تتولى هيئة التحقيق والادعاء العام التحقيق في هذه الجرائم وإحالة المتهم إلى المحاكم الجزائية المختصة ولكن تثور مشكلة صعبة في عدم معرفة الشخص الذي ارتكب جريمة انتحال الشخصية ولا من أي دولة؛ إذ إن مواقع التواصل الاجتماعي تملكها شركات عالمية خارج المملكة العربية السعودية ومن هنا يصعب الوصول إلى الجاني، كما أن هذه القضايا قليلاً ما ترد للمحاكم لصعوبة التوصل إلى الجاني ولعدم إقدام من تعرض لانتحال إلى إبلاغ الجهات الأمنية. وليد الزهراني: الذين يقومون بهذا العمل شخصيات مريضة تحب الظهور على حساب الآخرين من جهته، علق الأخصائي النفسي وليد الزهراني، حيث قال "الأشخاص الذين يقومون بانتحال الشخصيات تعدّ شخصيات مريضة تحب الظهور على حساب أشخاص آخرين على اختلاف أهدافهم إما الظهور على غيرهم أو تشويه سمعة من ينتحلون شخصيته أو تجده شخصاً يعاني نقصاً بحيث تجده مهمشاً ولا يجد من يعطيه حقه وعنده آراء واستقراءات كثيرة يود قولها فيلجأ إلى عملية انتحال شخصية مشهورة من أجل أن يبوح بهذه الآراء، فهذا يعد نقصاً لديهم بحيث يريدون الوصول لشريحة كبيرة من خلال تقمص شخصية الغير. يجدر بالذكر أن موقعي الفيس بوك وتويتر قد وضعا طرقاً عند انتحال الشخصيات يمكن التواصل مع إدارات الموقعين، حيث يحتاج موقع الفيس بوك لترسل ما يثبت بأنك صاحب الشخصية المنتحلة وعندها ينظرون في إغلاق هذه الصفحة، أما في تويتر فقد لجأ القائمون على تويتر إلى وضع إشارة (صح) لمعرفة الشخصية الحقيقية شريطة أن يصلها ما يثبت ذلك، لكن تويتر بدأت بالاعتذار نظراً لوصولها لملايين الطلبات، ما جعلها عاجزة عن التثبت والتحقق.