جدة – تهاني البقمي القرني: يجب اتخاذ إجراءات وقائية لتلك الجرائم وتوضيح عقوباتها المقررة نظاماً الشهري: من أبرز دوافع الانتحال الإساءة إلى قيم ومبادئ الشخصية المنتحلة أوضح خبراء أن ظاهرة انتحال الشخصيات من خلال مواقع التواصل الاجتماعي مثل تويتر وفيس بوك مشكلة لها دوافع تختلف من شخص لآخر، ولها آثار مترتبة عليها، وعقوبات تصل إلى السجن لمدة خمس سنوات وغرامة خمسة ملايين ريال، مؤكدين أن مسألة التأكد من هوية أصحاب الحسابات تقع على عاتق تلك المواقع الاجتماعية. عقوبة السجن المحامي عسير القرني وأكد المحامي عسير القرني ل»الشرق» أن انتحال الشخصية من الجرائم المعاقب عليها نظاماً بموجب ( نظام عقوبات انتحال صفة رجل السلطة العامة) الذي يقتضي بمعاقبة المنتحل بموجب المادة الثانية، التي قد تصل إلى السجن لمدة لا تتجاوز عشر سنوات، أو بغرامة لا تزيد على مائة و خمسين ألف ريال أو بهما معاً، إضافة إلى العقوبة المقررة في نظام مكافحة الجرائم المعلوماتية التي قد تصل إلى الحبس لخمس سنوات ودفع غرامة مالية تبلغ خمسة ملايين ريال أو بإحدى هاتين العقوبتين، أما بشأن الإجراءات المتخذة للكشف عن منتحلي الشخصيات سواءً كانوا مسؤولين أو غيرهم فإن ذلك يتم بالتنسيق بين هيئة التحقيق و الادعاء العام و مدينة الملك عبد العزيز للعلوم و التقنية، للتوصل إلى من قام بانتحال الشخصية. وأضاف القرني» يجب اتخاذ إجراءات وقائية لتلك الجرائم عن طريق التوعية بها وتوضيح عقوباتها المقررة نظاماً». دوافع الانتحال عبدالرحمن الشهري وأشار المدير التنفيذي لشركة سمارت تاقز للإعلام الجديد عبدالرحمن الشهري إلى الدوافع التي تقف خلف قيام بعض الأشخاص بانتحال شخصيات عامة، مشيرا إلى تنوع النفس البشرية، مبينا أن المنتحل إما شخصية طبيعية تمثل شخصا معينا، أو شخصية اعتبارية تمثل مؤسسة أو منظمة. وقال» من أبرز دوافع الانتحال الإساءة إلى الشخصية المنتحلة، أو إلى قيمها ومبادئها وواجباتها الشخصية والاعتبارية، ونشر الإشاعة على لسان المُنتحل كي يكون بمثابة إعلان المعارضة لانتمائه وإحداث بلبلة الانتقام بحيث يتم تخويف كل من ينهج نهج الشخصية المنتحلة بالانتحال والإساءة، والسخرية وإطلاق النكت، إلى جانب محاولة التغرير بالجمهور، إلا أنه سرعان ما يتم نشر حقيقة الحساب من قبل محبي شخصية المُنتحل بالشبكات الاجتماعية». اهتمام المجتمع كما بين الشهري أن من دوافع الانتحال الحصول على اهتمام المجتمع الإلكتروني، حتى وإن كان باتباع سلوك سلبي، فيقوم المنتحل بتكوين جمهور إلكتروني، من خلال إنشاء حساب لشخصية مشهورة وبعد فترة يقوم بتغيير اسم وصورة الحساب، أو قد يفعل ذلك نتيجة الفراغ للتسلية، أو أنه يريد مفاوضة الشخصية المُنتحلة ماليا على بيع الحساب بعد حجز الاسم المناسب في الشبكات الاجتماعية أو مقابل إهدائه إياه، فضلا عن هوس المنتحل بالشخصية المنتحلة المشهورة، حيث يرى أنها أقرب طريقة ليجعل الشخص المشهور يلتفت إليه. وأوضح الشهري الآثار السلبية الناتجة عن الانتحال، منها إشاعة الأخبار الكاذبة والمغرضة ذات التأثير السيئ على المجتمعات، مبينا أن عملية النشر في المجتمع الإلكتروني سريعة جدا ولا تعترف بالجغرافيا ولا بالزمن فالشائعة التي تنتشر سريعا يأتي ردها أيضا بشكل سريع، مشيرا أن المجتمع الإلكتروني أصبح أكثر نضجا لكثرة تكرار مثل هذه الحالات. اكتشاف المُنتحل وأضاف الشهري أنه يتم اكتشاف المُنتحل من خلال طريقتين، يتمثل أولها عبر اختلاف طريقته وأسلوبه عن الشخصية المشهورة المنتحلة، واختلاف نمط المحتوى المنشور للشخصية المشهورة عن تاريخ وتوجه المٌنتحل، إلى جانب عدم التزامن بين المنشور وبين معلومات المٌنتحل الحقيقية بحيث لا ينشر أي حدث إلا بعد تداوله عبر وسائل الإعلام التقليدية، فلا نجد تفاعلا من الشخصيات المقرّبة للشخصية المشهورة ولا متابعة، وبالتالي يظهر إنها عملية انتحال وليست حقيقية. تقنية حديثة و يمكن اكتشاف المنتحل من خلال التقنية الحديثة، ومثال ذلك أن موقع تويتر يقدم خدمة تصديق الحساب ولكنها مخصصة لفئة المشهورين كالفنانين والرياضيين والسياسيين والجهات والمؤسسات والمنظمات الرسمية والشخصيات والرموز والجهات العامة، بحيث يتأكد موقع تويتر من خلال التواصل المباشر مع هذه الفئة للتأكد من هويتهم الحقيقية، ثم يتم إعطاؤهم العلامة الخاصة بالموثوقية على حساباتهم. وأشار أن هناك عدة خطوات للإبلاغ عن المنتحل، من خلال وضع علامة «شخصية منتحلة» على أي حساب، مبينا أن لكل موقع طريقته في ذلك. ونصح الشهري مستخدمي تلك المواقع بعدم تصديق كل ما ينشر على الشبكات الاجتماعية، بل عليهم السؤال بدون خجل عن مصدر أي معلومة يقولها أي شخص، على تباين الطبقات الاجتماعية.