قالت صحيفة "واشنطن بوست" إن اليابان تعاني من تقلص عدد الأطفال في مدارسها، إلى درجة أن واحدة من تلك المدارس يوجد بها 6 أطفال فقط، وذلك بسبب الانخفاض الشديد الذي تواجهه اليابان في عدد سكانها، مع تقلص عدد المواليد وارتفاع نسبة كبار السن. وتضيف الصحيفة في عددها الصادر، أمس الاثنين، أنه في إحدى مناطق اليابان تتكون مدرسة من فصلين، كل فصل به 3 أطفال فقط ، لدرجة أنه في فترة الراحة يقوم أحد هؤلاء الأطفال بركل الكرة حول الفناء المدرسي مع نفسه فقط. ويقول الطفل تايكى كاتو، (11 عاما)، والذي يتطلع للانتقال إلى المدرسة المتوسطة العام المقبل، "إنه يشعر بالوحدة بعض الشيء، ويعتقد أن المدرسة المتوسطة ستكون أكبر قليلاً وربما يكون هناك أطفال من المدارس الابتدائية الأخرى". وتشير "واشنطن بوست" إلى أن المدرسة المتوسطة في قرية أون بها 8 طلاب فقط، بينما يوجد 6 أطفال في مدرسة هذا الطفل الياباني الصغير، بينهما فتاتين، وحيدتين بين 4 صبية، من نفس العائلة. وهذا ما يعنى أن "يوكرى سودو" يمكنها أن تحفظ بسهولة أسماء الجميع في أول أسبوع لها كمدير للمدرسة الابتدائية في القرية الصغيرة، التي تقع على مساحة 50 ميلا من الجبال، لكنها تبتعد عالمًا كاملاً عن مدينة طوكيو المزدحمة، وفق الصحيفة. وتقول "سودو" التي انتقلت مؤخرًا إلى قرية "أون" بعد أن كانت تعمل نائبًا للمدير في مدرسة أكبر بكثير: "إنها عندما كانت تحيى 900 طفل في الصباح، كان بإمكانها التعرف عليهم، لكنها ربما لم تكن قادرة على تذكر أسمائهم". ويبلغ عدد سكان القرية اليابانية 638 شخصًا، ومتوسط العمر في القرية 62 عاما، وأحد أكثر وسائل المواصلات شيوعًا فيها هو شخص يجر عجلات يمكن أن تتضاعف مثل عربة التسوق وبها مقعد متحرك. وتقول الصحيفة إن اليابانيين على مدى عقود تخلوا عن المناطق الهادئة وتوجهوا إلى الأضواء الساطعة والبحث عن فرص عمل في طوكيو ، والآن، فإن ثلث الشعب الياباني الذي يقدر ب127 مليون نسمة يعيش في منطقة طوكيو الكبرى، و5 ملايين ياباني فوق التسعين وفى ظل ارتفاع معدل شيخوخة المجتمع بشكل سريع، وضعف معدل المواليد، لم تعد اليابان قادرة على إحلال هؤلاء الناس الذين يتركون المدن والبلدان النائية مع مغادرتهم لها. وتفاقم الوضع، فأصبح من المتوقع أن يتراجع عدد الأطفال أقل من الرابعة عشر إلى النصف بحلول عام 2050، وفقا لتوقعات الحكومة، بينما تشير التوقعات إلى أن 5 ملايين ياباني سيكونون في التسعين من عمرهم بحلول منتصف القرن.