بقلم | بتول الغامدي البعض يذكرني بأشجار الرمان الحنونة الشامخة أشجار الرمان التي تبقى مثمرة مهما تعاقبت عليها مواسم الجفاف. هي تظهر لك القسوة عندما تنظر إلى اشواكها وكانها تقول لك : ابق بعيداً حتى لا أؤلمك! تحت ظلالها برد وسلام مهما كان القيظ حارقاً وفي ثمارها شرابٌ من الياقوت والكهرمان غدقٌ سائغٌ لذةٌ للضامئين وان أردت الزيادة أتت قشورها الجافة لتدبغ جراحك المضلمة حيث لايعلم بها إلا أنت!! مبتسمون ومشرقون دائماً مهما بالغت الحياة في ضغطهم بعنف فلا يخرج منهم إلاعصير العافية. فداخلهم لا يسكن إلا الجمال ولا يظهر سواه بكل الاحوال لهم اعينٌ تبصر النور من بريق ذبولها وكأن السلام ينفذ إليك كلما ابتسوا بعفوية. أخلاقهم ثريّة نبتت من بيئة سقاها الله بالحسن حتى ارتوت منها كل شعابهم! كرماء مخمليون مخلصون راقون كالمسك النادر والزعفران اعمالهم تضج بها المجالس وتصطخب، رغم هدوءهم كالجدول العذب يتدفقون إليك مهما عكّرت صفوهم لا يتألمون! هم نادرون ، فإبحث حولك هل انعم الله عليك باشخاص كاشجار الرمان الوفية؟ فإن كنت ذا حظٍ عظيم بقربهم فاسقهم احتراماً وحبّا ووصلاً فرحيق شرابهم البارد سيشفي ما احترق من شرايينك ويبلل ضاميء يأسك. هم صامتون فلا تتركهم للضمأ فتسكنك الوحدة بعد ان تعودت امان ظلالهم.. ان لم تكن شكورا لعباد الرحمن فكيف تكون شاكرا لمن اهداك وجودهم في حياتك.. شكرا اقولها لكل شجرة رمان في حياتي جعلت قبلك لليباس.