أصبحت السبحة نوعا من البرستيج عند بعض النساء في الآونة الأخيرة، فبعد أن كان استخدامها مقتصرا على كبار السن من الرجال لغرض التسبيح بها، أصبح إقبال النساء عليها أمرا مألوفا لغرض المباهاة أو كنوع من الكماليات التي تكسب المرأة جمالا على جمالها، حتى إن الأمر تعدى شراءها إلى طلب بعض النساء تصنيع سبح خاصة بهن تمثل أذواقهن، غير أن الإقبال عليها من النساء لا يكون دائما لغرض استخدامها، فمعظمهن يسعين إلى شرائها لتكون هدية معبرة ومميزة تليق بمن تهديها إليه. يتحدث انطوان مدور الذي يدير أحد معارض السبح عن إقبال النساء الملاحظ على السبح: “للنساء ذوق كبير في عالم الخواتم والسبح والأحجار الكريمة، كما أنهن يمثلن شريحة كبيرة من عملاء معارضنا، ويبحثن دائما عن الأشياء اللافتة والغريبة على عكس الرجال، مبينا بعض الأشكال التي تجذب النساء، بعضها غريب نوعا ما، فمنها ما يصنع من ظهر السلحفاة، وأنياب فيل البحر، وهناك أنواع من السبح تعتبر أغلى من الذهب كالكهرمان الألماني والذي يصل سعر الجرام الواحد منه إلى 150 ريالا”. ويبدي أنطوان رأيه حول سوق السبح والأحجار الكريمة: “يعتبر من أجمل الأسواق وأمتعها، فهو يضم بين جنباته كل مميز وشيق ونادر باختلاف أقسامه وفصوله، إذ يضم المجوهرات والمعادن النفيسة كالذهب والفضة والبلاتين، ويضم أيضا الأحجار الكريمة وعلى رأسها الألماس والياقوت والزمرد، بالإضافة إلى احتوائه على أندر الأشياء وأروعها، مثل ما تفرزه الأشجار (الكهرمان)، وما يؤخذ من الحيوانات كأنياب الفيل (العاج) أو قرن وحيد القرن (الزراف)”. ويضيف انطوان أن سوق السبح يضم أجمل ما يمكن أن يكون هدية لمن يستحقها فعلا سواء من الرجال أو النساء، إذ إنها كانت من الهدايا المميزة التي تهدى للملوك والرؤساء على مر العصور، ولم يستطع أحد أن يقاوم ألوانها وبريقها. وأضاف السيد أنطوان مدور أن النساء يمثلن الشريحة الأكبر من عملاء هذه السوق، خصوصا في الفترة القريبة الماضية، ويزداد الطلب عليها عند بدء موسم الأعراس والمناسبات، مؤكدا أن السبح النسائية كانت حكرا على من تجاوزت أعمارهن 27 عاما، أما في الوقت الحالي فأصبحت أمرا مهما حتى لدى الطالبات في المدارس والجامعات؛ إذ يعتبرنها من أمور الزينة الضرورية، موضحا أن أكثر الألوان رواجا لدى النساء هي اللون الأحمر ودرجاته، والفيروزي، والأزرق الفاتح، وكذلك الألوان النسائية الناعمة كاللون الوردي، ولا بد أن تكون ذات لمعة وبريق واضح حتى تلفت الأنظار.