يحرص الرجال، بخاصة، على اقتناء المسباح (السبحة) لاستخدمات دينية كالتسبيح او كنوع من الكماليات، وقد أدى ذلك الى تحول هواية جمع المسابيح، لاسيما المصنوعة من أحجار نفيسة الى تجارة مزدهرة، وخصوصاً في الكويت التي غدت مركزاً مهماً لها في الخليج والشرق الاوسط. وقال التاجر وهاوي جمع المسابيح، حسين القراشي، ان هذه التجارة ازدهرت في الكويت وخصوصا في السنوات الخمس الاخيرة لاسيما بعد اقبال الشباب الكويتي على اقتناء المسباح حيث كان محصورا بكبار السن في السابق مدللا على ذلك بازدياد المحلات المتخصصة بهذه التجارة بشكل ملحوظ، حسبما ورد في وكالة الأنباء الكويتية (كونا). وأوضح ان السوق الكويتية تُعتبر الاولى في الخليج والثانية في الشرق الاوسط، بعد تركيا، في هذه التجارة. وهو ما يدل عليه توجه الكثير من التجار الى الكويت للشراء بالجملة، بسبب دقة صناعة المسباح الكويتي وجماليته، علاوة على سعره التنافسي، مقارنة مع باقي دول الخليج. وعن انواع المسابيح التي يكثر عليها الطلب في السوق اضاف القراشي ان المسباح بشكل عام ينقسم الى قسمين اولهما مصنوع من الحجر الطبيعي والاخر من مواد صناعية موضحا ان المصنوع من الاحجار الطبيعية هو الاكثر قبولا بين طبقات الزبائن المختلفة. اما عن اشهر انواع المسابيح ذات الاحجار الطبيعية فذكر ان الكهرمان يعتبر الاكثر شهرة بينها يليه المرجان والعاج والمستكة في حين يشتهر الفاتوران والباكولايت كمواد رائجة في صنع المسباح ذات المادة الصناعية. وعن سبب شهرة الكهرمان على باقي انواع المسابيح بين القراشي ان ذلك يعود الى ندرة هذا الحجر وعمره الطويل حيث يجد المشتري مسابيح صنعت من احجار الكهرمان التي يعود عمرها الى الاف السنين وتستورد من اماكن كبولندا والدول المطلة على بحر البلطيق. قال التاجر سعود مال الله ان حجر الكهرمان هو في الاساس مادة صمغية تسيل من الاشجار المعمّرة منذ ملايين السنين فتتحجر ويصبح لونها داكناً، وتنكسر الى قطع حجرية يصاغ منها اغلى انواع المسابيح. واضاف ان الكهرمان يزداد سعره في السوق يوما بعد يوم بسبب ندرته وجمال شكله حيث كان سعر الغرام الواحد من الكهرمان لا يتعدى النصف دينار قبل 15 سنة لتبدأ اسعاره بالارتفاع حاليا الى خمسة دنانير للغرام وصولا الى اكثر من 100 دينار للغرام لبعض انواعه النادرة. وأوضح مال الله ان مسباح الكهرمان الالماني هو الاغلى سعرا والاندر في السوق حيث لا يقل سعر الغرام الواحد منه عن 70 دينارا بسبب انقراضه وعراقته وعمره الطويل بالاضافة الى اللون المميز الذي يشتهر به. واوضح الهاوي والتاجر حيدر الحسيني ان بعض المشترين الذين لا يزورون السوق بشكل منتظم يفاجؤون دائما بارتفاع سعر حجر الكهرمان مقارنة مع باقي الاحجار الطبيعية وحتى الصناعية وهذا ما يسبب سوء الفهم مع التاجر الكويتي الذي يشتري الحجر اساسا بسعر مرتفع من السوق العالمي. وبين الحسيني ان ازدياد الرغبة من قبل الكثير من المشترين من جميع انحاء الخليج العربي وتوجههم الى السوق الكويتي الذي يتمتع بتنوع فريد لانواع مسابيح الكهرمان ادى الى زيادة كبيرة في سعر هذا الحجر علاوة على ارتفاع سعره بشكل كبير عالميا. ولرغبة الكثير من هواة جمع مسابيح الكهرمان، بلغت أسعار بعضها في مزاد علني على هامش معرض "مسباح"، الاول من نوعه في الخليج والشرق الاوسط، 11 الف دينار كويتي. وتعود ملكية تلك المسابيح الى مجموعة من الهواة والتجار في الكويت وتركيا واليونان ومصر، وكان اثمنها الالماني بانواعه الشجري والمنمش والمغلف، ثم البولندي بانواعه الى جانب مسابيح الفاتوران. والمزاد هو "بداية خطوة في مشوار الألف ميل"، إذ تعتزم اللجنة التنظيمية إقامة المعرض سنويا ورفع الحوافز للمشاركة. وهناك استعمالات اخرى للكهرمان بخلاف استخدامه في سوق الكماليات حيث انه اثبت نفعه لتقليل الالم الذي يسببه مرض الروماتيزم وتقليل ما يسمى ب"البصفار" للاطفال الرضع. وقال خبير الالماس والاحجار الكريمة محمد ابوغوش في كتابه "الاحجار الكريمة في خمسين الف عام" ان الكهرمان لا يُعتبر من الاحجار الكريمة، بل هو مادة عضوية نباتية متحجرة غير صلبة ولانها لينة ولزجة عند تكوينها فانها تحتوي في كثير من الاحيان على حشرات وفقاريات صغيرة تلتصق به خلال مرحلة الانتقال الى حالة التحجر ما يعطيها قيمة اضافية. واقدم حجر كهرمان تم التعرف عليه عمره 120 مليون سنة وجد في جزيرة وايت البريطانية ويأتي على شكل حبات صغيرة اما الكهرمان المأخوذ من الدول المطلة على بحر البلطيق فعمره 40 مليون سنة ويأتي على شكل قطع كبيرة. ويحافظ الكهرمان على لونه الطبيعي الاصفر في ضوء النهار كما يتغير الى البني تحت ضوء الشمس المباشر، واغلى الوانه هو اللون الابيض الخالص ثم الاصفر وصولا الى اللون الاخضر والبنفسجي والازرق والاسود.