تشهد السبحة إقبالا كبيرا من الفتيات السعوديات حتى أصبح تصنيعها يواكب الطبيعة النسائية باحتوائها على بعض رموزهن من أحرف أو كنية أو عبارات، فيما تحرص بعضهن على اقتناء مسابح يكتب في جزئها الأخير خصيصا والمسمى بالشراب أسماؤهن، أو أسماء الأزواج أو الصديقات وغير ذلك. وتكون هذه النوعية أعلى من المسابح العادية بسبب استخدام الليزر الذي يعد مكلفا، ويضاعف من قيمتها إذ تتراوح أسعارها بين 500 إلى 1500 ريال، وانتشرت هذه النوعية في الرياضوجدة وتجد طلبا كبيرا من قبل الفتيات خاصة الجامعيات منهن، وبعض الموظفات في البنوك والشركات الخاصة، وفي تطور جديد بدأت السبحة تحل محل الدروع التذكارية والهدايا الكبيرة باعتبار أن استخدامها وحملها سهل. إكسسوار وذكرى تقول منيرة الخالدي: “أهدتني صديقتي المقربة سبحة من الأراضي المقدسة، وهي ثمينة من حيث القيمة والذكرى عندي، ولذلك أحتفظ بها في حقيبتي، وكلما أخرجتها تذكرت صديقتي التي كتبت اسمي واسمها في الجزء الأعلى منها”. أما سامية العتيبي، فتقول: “اعتبر السبحة التي تحمل أحجارا كريمة إكسسوارا مكملا لزينة الأنثى، فمن ترد التسبيح فلن تقتني غالية الثمن منها، بل سوف تحرص على أن تحتوي على حبة تساعدها على التسبيح بدلا من التظاهر بالفخامة. ويوضح سعيد فاضل “بائع في محل سبح” أن شراء النساء أصبح أكثر من الرجال، وذلك من أجل الإهداء، فمعظم النساء يطلبن سبحا مميزة من الأحجار الكريمة والزمرد والياقوت والمطعمة بالفضة، وتتفاوت الأسعار بحسب عدد الأحجار في السبحة. بألوان الفساتين المهندس عارف بن محمد بن ظفرة المدير التنفيذي لمجموعة “طاد” للسبح والأحجار الكريمة والخواتم يؤكد على أن هناك إقبالا كبيرا من السعوديين، خصوصا فئة الشباب على شراء السبح، فيما تمثل نسبة النساء نسبة كبيرة في الإقبال على اقتناء السبح النسائية والنادرة منها لاستخدامها كهدايا. ويقول: “من اللافت ازدياد إقبال النساء على شرائها، وكان ذلك يقتصر على النسائية فقط، أما الآن فإنه تطور ليشمل كل أنواعها، وتطلب بعضهن صناعة سبح خاصة لهن”، ويضيف: “يتركز ذوق النساء في الألوان الفاتحة والأحمر، وأصبح بعضهن يستخدمن سبحة على ألوان فساتينهن في المناسبات أو لون الحقيبة أو الحذاء، وبعضهن تستخدم السبحة لتلوح بها في الأعراس والمناسبات من باب التباهي ولفت الأنظار إليها”. ويقدر ابن ظفرة حجم سوق السبح والخواتم بنحو بليوني ريال سنويا، ويشير إلى أن هناك أنواعا كثيرة من السبح، وبعضها غريب نوعا ما، وبعضهن يبحثن عن الأشياء اللافتة والغريبة عكس الرجال، ويلفت إلى أن هناك أنواعا من السبح تعد أغلى من الذهب، منها على سبيل المثال الكهرمان الألماني، الذي يصل سعر الجرام الواحد منه إلى 150 ريالا. غش السبح ويؤكد ابن ظفرة على وجود غش كبير في هذا المجال، بحيث لا يستطيع كثير من السعوديين التفريق بين المقلد والأصلي، ويقول إن سوق السبح والخواتم والأحجار الكريمة يعد من أجمل وأرقى الأسواق وأكثرها متعة، فهو يضم بين جنباته كل ما هو مميز وشيق ونادر باختلاف أقسامه وفصوله، فهو يضم المجوهرات من ذهب وفضة وبلاتين كمعادن نفيسة، ويضم أيضا الأحجار الكريمة وعلى رأسها الألماس والزمرد والياقوت، كما يضم أيضا أندر الأشياء وأروعها مثل ما تفرزه الأشجار “الكهرمان”، وما يؤخذ من الحيوانات كأنياب الفيل “العاج” أو قرن وحيد القرن “الزراف”، إلى جانب كثير من الجماليات التي لا حصر لها. ويتابع قوله: “بالنسبة إلى الأسعار فهي تحتاج لدراسة مستقبلية، ولكن أعتقد أن كثرة الطلب ستزيد من تنافس المصنعين، وبالتالي ستقل الربحية للوحدات وتصبح الأسعار أقل من السابق وفي متناول الجميع، وذلك بالنسبة إلى الخامات العادية والمتوسطة ذات مواد التصنيع المتوفرة، بينما سترتفع في المقابل أسعار النوادر من السبح والأحجار إلى أرقام كبيرة وتكون كبيرة جدا، فعلى سبيل المثال لا الحصر، كان سعر السبحة المصنعة من قرن وحيد القرن 5000 ريال تقريبا، والآن وصل سعر القرن الخام إلى أكثر من مليون ريال، وكان سعر السبحة المصنعة من ماء السندلوس الألماني إلى عهد ليس بالبعيد 2500 ريال، والآن وصل إلى 10000 ريال”. إقبال المراهقات والطالبات وعن مفارقات السوق والإقبال على الشراء، يقول: “ما يتبادر إلى ذهني من الغرائب وجود سبح مصنعة من ظهر السلحفاة وهي في غاية الروعة والجمال، وكذلك سبح مصنعة من أنياب فيل البحر على خلاف المعتاد عليه من صناعتها من فيل البر، أما بالنسبة إلى الندرة فليس غريبا أن يصل سعر جرام الكهرمان الألماني إلى 40 دولارا أي 150 ريالا للجرام الواحد، والذي يساوي أكثر من ضعف جرام الذهب حاليا، باعتبار أن هناك سبحا أغلى من الذهب، ولدينا سبح مصنوعة من قرن وحيد القرن، وبلغ سعر القرن الخام أكثر من مليون ريال”. ويتتبع مراحل اقتناء المرأة للسبح من واقع نشاطه فيها، قائلا: “ظهرت السبح النسائية منذ سنوات عديدة بعد أن كانت تقتصر على العجائز اللائي كنّ يستخدمنها للتسبيح، وتطورت إلى أن أصبحت بعض النساء يحضرنها معهن في المناسبات بأنواعها حسب لون الفستان لتكون عنصراً أساسيا في زينة السيدة، ومن ثم ظهرت أنواع أفضل منها في سوق السبح مثل السبحة الألمانية وهي سبحة ذات ألوان نسائية، وزاد الإقبال عليها من قبل المراهقات والطالبات بشكل كبير، الأمر الذي دعا بعض الشركات إلى استحداث سبح غريبة ولافتة ومنقوشة يكتب على بعضها اسم السيدة أو اسم من تحب، وهكذا”، ويضيف: “ظهرت أنواع كثيرة منها جاءتنا من مصر ولبنان وسوريا ودول شرق آسيا، كما ظهرت الألوان اللافتة وأصبحت موضة لدى الشباب”.