باستثناء مقهى في الرياض، يعاني الصم من عدم وجود وسيلة للتواصل مع أفراد المجتمع، حيث يجهل الكثيرون لغة الإشارة باعتبارها الوسيلة الوحيدة للتواصل معهم، رغم أن بعض وسائل الإعلام المرئي تترجم بعض برامجها للغة الإشارة. عادل الملحم صاحب مقهى للصم، يقول «قبل ولادة فكرة المقهى، كانت لنا مشاركة مع كلية التربية في جامعة الملك سعود، كداعمين لبعض برامج النشاط الطلابي، حيث كان الاهتمام بهذه الشريحة كبيرا، ومنذ ذلك الوقت والفكرة تتأرجح، إلى أن اقترح أحد الزملاء المتخصصين في لغة الإشارة عبد الله الجساس تقديم خدمات خاصة للصم في المقهى الذي تم تأسيسه، بحيث يجدون فيه تفردا في الخدمات المقدمة إليهم». وتابع: كان الحصول على عاملين يجيدون لغة الإشارة أمرا في غاية الصعوبة، حتى كادت الفكرة تلغى من أساسها، لولا أن لدى بعض العاملين قابلية تعلم مبادئ لغة الإشارة، التي يحتاجها الأصم في المقهى، فتجاوزنا المعضلة بتدريب العاملين على بعض المصطلحات. وحول مدى إمكانية افتتاح قسم خاص بالفتيات، قال: ما واجهناه من صعوبة في إيجاد عاملين من الرجال، جعلنا نتردد قبل افتتاح قسم للفتيات، لافتا إلى أن شريحة الصم لا تحدث إرباكا لغيرهم من مرتادي المقهى، وإن كان يلفت انتباههم أحيانا لغة الإشارة المتداولة بينهم، مشيرا إلى أن دمج الصم يمثل أحد الأهداف، مؤكدا الحاجة لاحتواء هذه الفئة في كثير من المجالات، وتقديم خدمات خاصة لهم في الأماكن الترفيهية، ما يشعرهم بوجودهم، مناشدا رجال الأعمال الاهتمام بالجوانب الاجتماعية والخيرية، لا سيما فيما يتعلق بذوي الاحتياجات الخاصة وتقديم الدعم لهم وتوظيفهم.